وبشكل عام، فإن بناء أي منظومة مُنتجة ونافعة في أي مجتمع، يجب معرفة الاحتياجات الأولية في البيئة المحيطة. وقوة المنظومة ومستوى نجاحها، يعتمد على معرفة الحاجة ومستوى الاحتياج لها ثم فرزها أو تصنيفها لبناء المنظومة. ومن وجهة نظري الشخصية، أرى أن مركز «إثراء» اعتمد هذه الطريقة، وذلك يظهر في طريقة جذبه للطفل ومساعدته في بناء أركان متنوعة ليرى فيها احتياجاته بأشكال وأدوات تتناسب مع تطلعاته المستقبلية. ثانياً، اهتم مركز «إثراء» بالأُسرة أو العائلة، تلك الخلية التي يقوم المجتمع على أساسها. توفير الأدوات والبرامج الداعمة لأفراد الأسرة سواء كانت تربوية أو تعليمية، جعل من «إثراء» مركزاً موجِّهاً في كيفية الاستفادة من الأسرة في المجتمع.
ورأيت ذلك بطريقة غير مباشرة، من خلال تقديم العروض الرائعة، التي تساعد في تجديد المفاهيم التقليدية والمُتعلقة برحلة الإنسان عبر العصور وكيفية تسخيره للأدوات المحيطة للحفاظ على أسرته. وغيرها من الأمثلة التي يُقدّمها مركز «إثراء»، والتي تساعد في تنمية وتعزيز روح الانتماء عند الفرد سواء لوطنه أو أسرته أو مجتمعه.
وأخيراً، وعلى الصعيد الثقافي في المجتمع أضافت بعض الأنشطة والمبادرات من مركز «إثراء» زوايا جميلة تهتم بقيمة الاختلاف الثقافي في المجتمع الواحد. وهذا بحد ذاته يعتبر تقليصا للصور النمطية، التي يستخدمها البعض، ليتحول الاختلاف إلى خلاف مع الأسف. فالاهتمام بهوية الطفل وإثبات دور الأسرة وأهمية ترابطها لبناء المجتمع والوطن، ساعد بعض العقول على مراجعة بعض الصور والمفاهيم الفكرية والثقافية لتتسع دائرة الوعي حول تطلعات ٢٠٣٠ من خلال المبادرات الفعّالة في «إثراء».
@FofKEDL