الجميل: ثنائي المافيا والميليشيا يدمران البلد.. واللبنانيون يتمسكون بصداقاتهم التاريخية
أفعال لا أقوال
ويوضح الأمين العام لحزب الكتائب سيرج داغر، في تصريح لـ«اليوم»، أن «رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ليس له سلطة على وزير الإعلام جورج قرداحي الذي نعلم أن مرجعيته تعود إلى النظام السوري ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية»، لافتا إلى أن «استقالة قرداحي هي عند حزب الله وليس عند ميقاتي الذي يحاول أن يُخفض التوتر مع دول الخليج إلا أن الموضوع ليس عنده، وهو يسعى إلى اتباع أسلوبه في تدوير الزوايا إلا أن المطلوب هو أفعال وليس أقوالا».
ويلفت إلى أن الأزمة مع المملكة العربية السعودية «تتخطى قرداحي»، لافتا إلى أن «هنالك وضع يد كاملا لإيران على لبنان بواسطة حزب الله، وهذا وضع اليد الكامل لديه ارتدادات على الغرب والعرب بشكل عدائي، مما يزيد من عزلة لبنان بشكل أو بآخر»، مشددا على أن «المطلوب اليوم هو معالجة هذا الوضع من أساسه أي رفع يدّ إيران من خلال حزب الله عن لبنان، واستعادة البلد صداقاته وإعادة ترميم علاقاته مع كل الدول الداعمة له».
البدء بالرئيس
ويشير داغر إلى أن «رفع يد حزب الله يعني البدء من رئيس الجمهورية الذي هو حليف مباشر للحزب ومعه التيار الوطني الحر، فهذه التركيبة بكاملها هي من أوصلتنا إلى هذه المرحلة». ويقول: «وصول عون إلى الرئاسة كان بمثابة إطباق كامل للحزب على الجمهورية اللبنانية، فالرئاسة ورئاسة مجلس النواب والحكومة عند حزب الله، أما الحكومة فهي رهينة عنده، وميقاتي عاجز عن الدعوة لاجتماع مجلس الوزراء، فكيف سيتمكن من إقالة وزير؟».
يضيف: «يسعى ميقاتي إلى ألا يخضع بالكامل لسلطة ورغبات حزب الله، إلا أنه يعلم جيدا قدرات تحالف التيار الوطني الحر وحزب الله التعطيلية في هذا المجال»، مؤكدا أن «انتخاب عون لرئاسة الجمهورية يعني انتخاب حليف حزب الله، وهو ما جعلنا نكون في صفوف المعارضة، لأننا كنا نعلم أن الحزب سيضع يده بالكامل على لبنان، المحاصصة التي بدأت منذ انتخاب عون هي التي أوصلت البلد إلى هذه المرحلة»، مشددا على أن «المطلوب تغيير كل هذه المنظومة لكي نتمكن من استعادة سيادة البلد».
اجتماع السياديين
بدوره، أكّد الوزير السابق أشرف ريفي في كلمة له خلال اجتماع «الجبهة السيادية» في مكتبه بطرابلس، «أن اجتماع السياديين في طرابلس، يدل على وحدة القناعات والثوابت المشتركة والمستقبل المشترك، وسنكمل الطريق يدا بيد».
وقال ريفي: «أدعو من طرابلس إلى رحيل هذه المنظومة. وعلى رأسها رئيس عهد الجحيم ميشال عون». وتوجّه إلى الرئيس نجيب ميقاتي قائلًا: «من طرابلس، نقدّر عاليا موقفكم الأخير، ولكن تقديرنا مشروط بتحقيق النتائج في القضايا التي تخص لبنان واللبنانيين».
وقال: «أهمّ الشروط: تطبيق فعلي لإعادة الروابط مع العالم العربي والابتعاد عن محور الشرّ المحور الإيراني، تطبيق العدالة، في كل الجرائم، وعلى رأسها جريمة العصر، جريمة المرفأ، وجريمة الاعتداء على أهلنا في خلدة وأهلنا في فرن الشباك وعين الرمانة وعلى أهلنا في قبرشمون وشويّا، إغلاق معسكرات تدريب الحوثيين في لبنان، إغلاق تلفزيون الحوثيين المجرمين (تلفزيون المسيرة) الذي يبث في معقل «حزب الله»، إغلاق مصانع المخدرات والسموم من كبتاغون وغيرها التي أُقيمت في البقاع وعلى الحدود اللبنانية السورية، سحب كل مجرمي «حزب الله» الذين يشاركون في الاعتداءات على الشعوب العربية في العراق، سوريا، واليمن وغيرها، تطبيق إستراتيجية تنفيذ كل القضايا المهمة التي تعيد لبنان ليكون وطنا هانئا، مستقرا يؤمِّن العيش الآمن والكريم لأبنائه».
ميقاتي.. استقل
أضاف: موجها كلامه لميقاتي «نشك أن يماشيكم «حزب الله» في أي من هذه القضايا وهو يريد أن يجعل منكم كما أسلافكم، شهود زور على هيمنته على الوطن وتطبيق إستراتيجيته الإيرانية، وها هم وزراؤه يعطلون حكومتكم للإطاحة بالعدالة. الأحرى بكم أن تستقيلوا أنتم ووزراؤكم من هذه الحكومة تحت عنوان «الإصرار على العدالة» وحماية المحقق العدلي البطل طارق البيطار. نخشى دولة الرئيس أن تنتهي قضية العدالة باستقالة الوزير قرداحي، مقابل الإطاحة بالقاضي بيطار وعندها تتحملون مسؤولية تاريخية».
وفي كلامه الموجّه إلى ميقاتي، تابع ريفي: «استقل يا دولة الرئيس، فأنت رئيس حكومة معطلة ومنزوعة الصلاحيات ومسلوبة القرار. استقل، فلم يعد البلد يحتاج إلى حكومات «حزب الله» غير المقنعة. استقل، فتحتَ عباءة حكومتك يمارس «حزب الله» فائض القوة على اللبنانيين، في الطيونة وخلدة وشويّا وقبرشمون وبيروت والشويفات والجبل، تحت عباءة حكومتك، يمارس الحزب فائض التبعية لإيران في اليمن والعراق وسوريا، ولبنان يدفع الثمن. استقل يا دولة الرئيس فالحكمة تقتضي الاتعاظ من تجارب المساكنة مع السلاح».
انتزاع الأغلبية
من جهته أكدَّ رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل، أن «ثنائي المافيا والميليشيا يدمّران البلد بالتوازي، فحزب الله وبعد استيلائه على المؤسسات، رهن البلد إلى محور يرفضه اللبنانيون ويتمسكون بصداقاتهم التاريخية مع البلدان التي لطالما احتضنتهم، والمنظومة تقضي عليه بعدم كفاءتها وجهلها لإدارة البلد وتدفعه أكثر نحو الانهيار». وشدّد على «ضرورة انخراط المغتربين اللبنانيين بأعداد كبيرة في العملية الانتخابية فهم بمثابة قنبلة نووية انتخابية يجب أن تنفجر في وجه السلطة، فتقلب المعادلات وتأتي بكتلة من الشباب والشابات الوطنيين والأكفاء، يناضلون لاستعادة سيادة لبنان وإعادة القضاء على الفساد».
وأضاف الجميل: «إذا شارك العدد الأكبر من المغتربين في العملية الانتخابية، فمن الأكيد أن المعادلات ستنقلب وسيتمكن اللبنانيون من أحداث التغيير المطلوب، ومن هنا نطلب من الاغتراب التسجيل والمشاركة بكثافة في الانتخابات المقبلة، فهم ينعمون بحرية تامة في الاختيار ولا يخضعون لأي نوع من الترغيب في ما يتعلق بالمساعدات الاجتماعية ولا لترهيب سلاح حزب الله الذي لا يتردد في استعماله للتأثير على المجريات السياسية». وأشار إلى أنّ «المطروح اليوم هو أي لبنان نريد، ونحن نريد لبنان المستقر، المزدهر والمنفتح، يتمتع باقتصاد قوي وهذا يتحقق في الانتخابات عند التصويت لمجموعة تستطيع أن تنتزع الأغلبية البرلمانية من يدّ حزب الله، وتصوت لصالح مجموعة من الشباب والشابات الوطنيين والأكفاء يواجهون لاستعادة سيادة لبنان من الميليشيا من جهة، ومن أجل التغيير ومحاربة فساد المافيا من جهة أخرى».
المملكة رئة لبنان
بدوره، لفت الوزير والنائب السابق عن حزب الكتائب إيلي ماروني، في حديث صحفي، إلى أن «لبنان يمر بأزمة هي الأخطر في تاريخه، اقتصاديا وسياسيا وماليا، نتيجة سيطرة حزب الله على السلطة وأهلها»، معتبرا أن «تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي، أججت أكثر الصراع وخلقت قطيعة بين لبنان المنهار، وأشقائه في الخليج العربي، لاسيما المملكة العربية السعودية».
وقال: «في ظل هيمنة حزب الله على القرار السياسي والسيادي، فإن تمسكهم بقرداحي هو من باب الإمعان في ضرب علاقات لبنان الخليجية والسعودية والعربية، وإن حزب الله والسلطة الحالية الخاضعة له، يتحملون كامل المسؤولية عن مصير وطن أضاعوه ودمروه وشردوا شعبه»، مؤكدا أن «عزل لبنان عن محيطه العربي، يعني قتله، فلبنان لا يمكنه الصمود والاستمرار دون الدعم العربي، لاسيما الخليجي».
صاحب القرار
وعن عدم قيام رئيس الجمهورية بمعالجة هذه الأزمة مع دول الخليج قال ماروني: «كالعادة حزب الله هو صاحب القرار، والكل يتبع مواقفه ويخشى إغضابه، ربما تسديدا لحسابات رئاسية حالية أو مستقبلية». واعتبر أن «الحكومة بالنسبة لنا كالمستقيلة، لأنها عاجزة عن القيام بأي عمل إصلاحي وإنمائي وسيادي وتطويري، وتقديم استقالتها بمنزلة تحصيل الحاصل».
بناء الدولة
من جهته، غرد النائب السابق فارس سعيد عبر حسابه على «تويتر» كاتبا: «لأن اللحظة وطنيّة ولأن تجاوز الواقع السياسي القديم ضرورة ولأن فشل الواقع في إنتاج قوى سياسية جديدة ولأن الوحدة الداخلية ضرورية لرفع الاحتلال الإيراني ولأن رفع الاحتلال مقدّمة لبناء الدولة ندعو لقيام مجلس وطني يطالب بتنفيذ الدستور والقرارات العربية والدولية». وتوجه إلى الرئيس نجيب ميقاتي بالقول: «لا رأي لمن لا يطاع.. استقل».
شلل حكومي
غرّد الإعلامي جان عزيز على حسابه عبر «تويتر»، كاتِبًا: «إذا استقال الرئيس نجيب ميقاتي ما في رئيس مكلف لآخر العهد». وقال: «وإذا ما استقال، شلل حكومي لنفس المدة». وختم: «وبالحالتين النتيجة: طمس جريمة 4 آب، وتطيير الانتخابات والإصلاحات وصندوق النقد وكل الوعود».
ماروني: الحكومة بالنسبة لنا كالمستقيلة لأنها عاجزة عن القيام بأي عمل إصلاحي وسيادي
سعيد: أدعو لقيام مجلس وطني يطالب بإنهاء الاحتلال وتنفيذ الدستور والقرارات العربية والدولية