وفيما يخص الوقاية من سرطان عنق الرحم، أكدت «الصحة» ضرورة التطعيم ضد الفيروس، وإجراء الفحوصات الدورية للكشف المبكر عن وجود الورم، ونصحت الإناث بمسحة عنق الرحم «Pap smear» كل عام، أو عامين، للكشف عن وجود أي تغيرات في خلايا عنق الرحم، والالتزام بقواعد النظافة العامة، والامتناع عن التدخين.
وعرفت الوزارة سرطان عنق الرحم بأنه أحد أنواع السرطان الشائعة الذي يصيب الإناث في منطقة عنق الرحم نتيجة لوجود نمو غير طبيعي للخلايا المكونة لهذا الجزء.
وحول أسبابه، أوضحت الوزارة أن الإصابة بالتهاب فيروس الورم الحليمي البشري «Human Papilloma Virus» قد تنتقل من خلال الجماع، أو إهمال النظافة الشخصية في بعض الحالات، وبعض الدراسات كشفت وجود صلة بين التدخين وحدوث الإصابة، وكذلك الإصابة ببعض أمراض نقص المناعة المكتسبة.
علاجات وقائية
إلى ذلك، ذكر استشاري الأمراض الباطنية والأورام بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر د. علي العمري أن سرطان عنق الرحم هو رابع سرطان بين النساء على مستوى العالم والتاسع بين النساء في المملكة، وتشمل أعراضه النزيف الدموي المهبلي، والآلام في المهبل، مع خروج سوائل مع الألم عند التبول، ويعود ذلك إلى العدوى بفيروس الورم الحليمي البشري في جميع الحالات تقريبا، مشيرا إلى أن الدول التي اعتمدت علاجات وقائية، قللت انتشار المرض والوفاة، بنسبة أكثر من 50 %.
وأضاف «العمري» أن الفيروس هو السبب الأول لسرطان عنق الرحم، بنسبة 99 % من الحالات، والتطعيم يعطي مناعة وحماية بأكثر من 93 % ومضاعفات هذا التطعيم نادرة، والتحصين يكون في عمر 11 و12 سنة، ويمكن أن يعطى اللقاح من سن 9 سنوات.
وأكد أهمية الفحص المبكر والتحصين، مشيرا إلى أن الدراسات تتوقع مساهمة التطعيم في تخفيض هذا السرطان الخبيث بنسبة 97 % عند نهاية القرن.
مأمونية تامة
وقالت المختصة في طب أسرة وصحة المرأة بمدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية الرياض د. عهود العريفج إن تحصين الفتيات باللقاح يحمي - بإذن الله - من 9 أنواع من الفيروسات، ومنها الفيروس الحليمي HPV 6، و11 HPV، المسبب للثآليل الحميدة، والفيروس الحليمي HPV 16، و18 HPV، أخطر الأنواع المسئولة عن 80 % من سرطانات عنق الرحم، فيما تسبب الأنواع الخطيرة الأخرى 20 % من السرطانات.
وأضافت إن التطعيم آمن جدا ومعتمد من كل هيئات الدواء العالمية، وأقصى ألم هو مكان الحقنة، مشيرة إلى أنه تم إعطاء 100 مليون جرعة حول العالم، خلال 14 عاما.
وأوضحت استشارية النساء والولادة وتأخر الإنجاب وأطفال الأنابيب بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر والأستاذ بكليه الطب في جامعه الإمام عبدالرحمن بن فيصل د. هيفاء التركي أن تطعيم الفتيات بدءا من 9 أعوام يوفر حماية تصل إلى ما بين 90 إلى 100 %، موضحة أن التطعيم يحتاج لجرعتين حتى سن 15 عاما، و3 جرعات حتى من 15 - 26، وينصح به للفتيات المقبلات على الزواج.
خطوة هامة
وبين استشاري النساء والولادة المتخصص في الأورام النسائية والجراحات الدقيقة د. مازن باعظيم أن التطعيم خطوة مهمة جدا للقضاء بشكل تام على سرطان عنق الرحم، ولا يتحقق ذلك إلا عن طريق تحصين هذه الفئة العمرية قبل تعرضها للإصابة، والفئه المستهدفة هي الأعمار من 9 - 14 سنة، ويمكن الاستفادة من التطعيم حتى عمر 45 عاما، خصوصا لمن لم يسبق لها الزواج أو التعرض للفيروس.
وذكرت الأستاذ المساعد بقسم طب الأسرة والمجتمع واستشاري طب الأسرة والصحة العامة د. غادة اليوسف أن الدراسات أثبتت فاعلية وأمان لقاح فيروس الورم الحليمي، ويوصي مركز مكافحة الأمراض والوقاية CDC بإعطاء اللقاح للفتيات بين أعمار 11 و12 عاما، ويمكن إعطاؤه في سن مبكرة ابتداء من عمر 9 أعوام، وهو عبارة عن جرعتين، يفصل بينهما 6 - 12 شهرا، أو 3 جرعات إذا أعطي ما بين أعمار 15- 26 سنة.
