DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

التجربة والخبرة تتفوقان على الدراسة في صنع الفنان الحقيقي

الإبداع ينمي إنسانيتنا ويمنحنا فرصة التعبير عن مشاعرنا.. التشكيلية الذرمان:

التجربة والخبرة تتفوقان على الدراسة في صنع الفنان الحقيقي
قالت الفنانة التشكيلية هند الذرمان إن الدراسة تضع الفنان على أول الطريق، لكنها لا تصنع فنانا مبدعا، وأن أكاديمية الحياة والتجربة هي الأهم، مشيرة إلى أن الفن التشكيلي ضمن منظومة الفنون التي تنمي إنسانيتنا، وتتيح لنا فرصة التعبير عن مشاعرنا ورؤيتنا الكونية، وأوضحت أن الفنانة السعودية تحتاج إلى دعم مستمر من الجهات ذات الاختصاص، كما أنها بحاجة إلى أن تكون لها الأولوية في كل المشاريع الوطنية ذات العلاقة، إضافة إلى إتاحة الفرص لها بالتساوي مع زملائها وزميلاتها في المناسبات الداخلية وتمثيل المملكة في الخارج.
* كيف ترين الفنون بشكل عام والفن التشكيلي بشكل خاص؟
ـ الفنون كلها تقع في خانة الجمالي، والفن التشكيلي ضمن منظومة هذه الفنون التي تنمي إنسانيتنا أولا، وتتيح لنا فرصة التعبير عن مشاعرنا ورؤيتنا الكونية ثانيا، الفنون بالنسبة لي مدد أستلهم منه أفكاري، فكل لوحة تشكيلية وليدة تمثل ومضة ما في فن من هذه الفنون، لذا أراني متعالقة مع كل الفنون بلا استثناء، أما الفن التشكيلي فهو عالمي الرحب الذي أعيد من خلاله تشكيل ما تلقيته حسب رؤيتي الخاصة وثقافتي المتنامية.
* حدّثينا حول بداية دخولكِ مجال الفن التشكيلي؟
ـ بدايتي التشكيلية الواعية كانت متزامنة مع دراستي للهندسة المعمارية ونمو عدد من المفاهيم الفنية بشكل أتاح لي أن أنفتح على عدد من المدارس الفنية، ونما ذلك حينما دخلت سلك التعليم متخصصة في تعليم التربية الفنية، إذ اتسع مجال اهتمامي، وأصبحت أقرب إلى اللون واللوحة والريشة، وانقدح في ذهني كثير من الأفكار، وأنجزت معها كثيرا من الأعمال، التي جعلتني واثقة من تجربتي وتحولاتها المختلفة.
* ما الذي يدفعكِ لعمل لوحة فنية؟
ـ تعامل الفنان التشكيلي مع اللوحة الفنية كتعامل الشاعر مع قصيدته، أو الملحن مع نص يعمل على تلحينه، أي لابد أن تشغل فكرة اللوحة ذهنه قبل ولادتها، ثم تأخذ مساحة من تفكيره، ثم تتحول إلى كائنات تتحرك من خلال الفرشاة والألوان لتصبح وجودًا خاصًا يتميز بعبقرية عميقة، أي أنها تتيح للمتلقي أن يرى بها أكثر من مدى، وتكون قابلة لسلسلة من التأويلات.
* نرى في أعمالكِ دمجًا بين المدرسة التجريدة مع غيرها من واقعية وخط عربي وفنون إسلامية، حدثينا عن ذلك؟
ـ ما زلت أتعامل مع الفن التشكيلي على أنه مجموعة الذوات، التي تعددت بي من خلال اطلاعي وثقافتي وقراءتي وتعالقي مع الفنون المختلفة، لذا يتداخل في أعمالي الواقعي بالتجريدي، ولا تغيب عنها اللمسة المنتمية للحروف العربية، التي تشبه خطوطنا وملامحنا وحياتنا أيضا، وفي تصوري أن الفنان التشكيلي ما لم يستطع الاشتغال على أكثر من لون تشكيلي، وما لم يستطع الدمج بينها أحيانا لن يوفق في صنع بصمة خاصة به، لذا أجدني غير مصنفة ضمن مدرسة خاصة، وأعتز بأن لوحتي تحمل ما يشي بي.
* تبرز في أعمالكِ المرأة والخيل، فما سر ذلك؟
ـ المرأة والخيل ثنائية حاضرة في ثقافتنا العربية عبر تاريخنا الطويل، لكنها تحضر في بعض لوحاتي ضمن إطار خاص، لإيماني بأن في الخيل كثيرًا من صفاتنا الإنسانية، وفي الخيل ما يشبهنا، ومع ذلك كله فإن نظرتي إلى الخيل أبعد من النظرة الواقعية، أي أن لي فلسفة خاصة في تحويل علاقة المرأة بالمهرة إلى عالم فني ينتمي إلى ماضينا وحاضرنا، وذلك ما حاولت أن أعمل عليه عبر عدد من الأعمال.
* درستِ العمارة الداخلية ثم تخصصتِ ومارستِ الفنون، فما الرابط بينها؟
ـ تخصصي الدراسي في العمارة علمني الرصانة في العمل والصبر والتخطيط المسبق وأهمية ابتكار أفكار جديدة، لكن المعمار يضعك في أطر شبه مقيدة، أما الفن التشكيلي فيعفيك من بعض القيود ليتيح لك أن تمضي في خيال أوسع، ومن هنا يمكنني أن أربط بينهما عبر الخيال، الذي يفرض ذاته هناك وهنا، لكن يأتي دور المبدع فيما يمكن تسميته «المغامرة الفنية».
* هل ترين بالضرورة دراسة الفنون كتخصص دراسي للفنان؟
ـ دراسة الفنون تضعك على أول الطريق لكنها لا تصنع منك فنانا مبدعا، أي أن للموهبة والإصرار والطموح دورا كبيرا في تميزك، كما أن للونك الخاص أثرا في اكتمال هذا التميز، وأنا شخصيا لا أقلل من أهمية التخصص، لكن الجهد الذي يبذله المبدع فيما بعد تخصصه هو الذي يوصله لمرحلة الوعي الفني والنضج الإبداعي، وأكاديمية الحياة والتجربة هي الأهم.
* حدثينا عن تطور مجالات الإبداع في الخط العربي ودمجه بالفن الجرافيكي؟ـ الحرف العربي بذاته فيه سحر خاص، لكنني شخصيا استفدت من الفن الجرافيكي في تطويع هذا الحرف وإعطائه روحا أخرى تستطيع أن تدهش، فانفتاح الفنان التشكيلي على التقنيات الحديثة سيكسبه كثيرا من المهارات التي تتجاوز الاشتغال التقليدي، وبالتالي أراني مهتمة بهذا الجانب وسواه، انطلاقا من إيماني بالمكتسبات الجديدة، التي على الفنان أن يسخرها لخدمة عمله التشكيلي، واهتمامي بالجرافيك يأتي في إطار رؤية المملكة 2030، التي تؤكد اقتحام المستقبل والتأسيس له والمضي إليه، وكل هذه التحولات تجعلني أمام رغبة عارمة في اقتحام الميادين، التي تصنع انطلاقة سريعة ناحية المستقبل، وانفتاحا على كل الفرص التي تتاح للمبدع دون خوف أو تردد، قد يكون ذلك من باب التجريب في البداية لكنه سرعان ما يتحول إلى اهتمام خاص، ثم إلى مرحلة جديدة في المجال الذي أخلص له وأخصص له كثيرا من الجهد والوقت.
* هل الميادين العامة بحاجة للفنون؟ ـ المملكة تعيش نهضة شاملة في مجالات متعددة، الميادين العامة والجسور بحاجة لحضور الفن التشكيلي الرصين، الذي يمثل ثقافتنا ورؤيتنا وتاريخنا فيها، أقول الرصين كي لا يكون لما يشبه الفن حضور يشوه مياديننا، كلنا نعلم اهتمام المملكة اليوم بهذا الجانب، وهو بلا شك مظهر حضري ينمُّ عن إيمان هذا المجتمع بالفن ورسائله الراقية، إننا لا نريد أن نصبغ هذه الميادين، بل نريد من هذه الجدران والميادين أن تتكلم، وأن تكون كالمرايا التي تعكس ملامح هذا المجتمع، وتأخذه ناحية الحياة.
* ما هي أنواع الفنون المناسبة ليتم دمجها في الأماكن العامة، وكيف يتم توظيفها؟ـ أولا أشيد باهتمام حكومتنا الرشيدة بهذا المجال الحيوي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وعناية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -يحفظهما الله- بالفن التشكيلي المحلي، وما أدل على ذلك من حرص سموه على اقتناء لوحات فناني المملكة ووضعها في الديوان الملكي وفي المقرات الحكومية، أما الفنون التي يمكن أن تتعاضد وتكون حاضرة في مياديننا، فذلك يعود إلى الجهة المشرفة على هذه المشاريع، بالإضافة إلى رؤية الفنانين الذين سيشتركون في الإعداد لكل ميدان وإخراجه بشكل يتناسب مع الرسالة المراد توصيلها للجماهير، وبذلك تكون كل المدارس والفنون حاضرة بطريقة أو أخرى.
* ماذا عن دمج الفنون في تصاميم أغلفة الكتب؟ـ غلاف الكتاب عتبة مهمة للدخول إلى عالمه، لذا لا أرى من المناسب أن توضع أي صورة على الغلاف أو أن يكون خاليا من عمل فني ينتمي للمادة التي يحتويها، لكن ذلك يتوقف على وعي المؤلف بأهمية ذلك، ونحن اليوم أمام مسؤولية في نشر هذه الثقافة، التي ستربط بين الثقافي والفني، والقارئ اليوم أصبح واعيا بلغة اللوحة، وبالتالي قد يكون الغلاف المصمم بشكل احترافي سببًا في الاهتمام بالكتاب.
* لماذا لا نرى الكثير من المبدعين يتوجهون لتصميم أغلفة الكتب العربية لتنافس الأجنبية؟
ـ تصاميم أغلفة الكتب لا تأتي من فراغ، بل من قراءة المصمم للكتاب، ووضع إستراتيجية معينة بين الفنان والمؤلف، وبالتالي تختلف حاجة كل كتاب عن الآخر فيما يمكن حضوره من الألوان والمدارس الفنية على الغلاف، لكنني أؤمن بأن كل الاتجاهات الفنية ستجد لها مكانًا رحبًا في هذه الناحية، ونتمنى أن تؤمن دور النشر والمؤلفون بذلك، ليتسنى للمبدعين أن يخدموا هذا المجال الحيوي المهم.
* ما أبرز التحديات التي واجهتِها؟
ـ كانت الفنانة التشكيلية قبل عهد الرؤية تمر بتحديات كثيرة، منها عدم قدرتها على عرض أعمالها في كثير من الأماكن، وخروجها في الإعلام على استحياء وبتردد وخوف، لكن مع رؤية المملكة ذللت كل العقبات أمام الفنانة التشكيلية، وأصبح حضورها لا يقل عن الفنان التشكيلي، وهنا لابد أن أشيد بـ«مسك»، وهيئة الفنون البصرية التابعة لوزارة الثقافة، التي أسهمت في إعطاء الفنانة مجالا واسعا للمشاركة في تحقيق أهدافها.
* ما الذي تحتاجه الفنانة السعودية من الجهات ذات الاختصاص في الفنون؟
ـ الفنانة السعودية تحتاج إلى دعم مستمر من الجهات ذات الاختصاص، كما أنها بحاجة إلى أن تكون لها الأولوية في كل المشاريع الوطنية ذات العلاقة، إضافة إلى إتاحة الفرص لها بالتساوي مع زملائها وزميلاتها في المناسبات الداخلية وتمثيل المملكة في الخارج، وذلك يستدعي إعداد قوائم بفناني وفنانات المملكة والاهتمام بهم.
* ما هي آخر معارضكِ الفنية، وما الذي تعملين عليه مستقبلا؟
ـ لي مشاركة في معرض «بان» بتنظيم من معهد «مسك» للفنون، ومؤخرًا شاركت في معرض السعودية ٩١ مع رابطة ألوان الشرقية، ومعرض بكسل آرت الرقمي.
دراسة العمارة علمتني الرصانة في العمل والصبر وأهمية التخطيط والابتكار
الفن التشكيلي عالم رحب أعيد من خلاله رسم الحياة حسب رؤيتي الخاصة
الميادين العامة بحاجة إلى الفن الرصين الذي يمثل ثقافتنا ورؤيتنا وتاريخنا
الفنانات السعوديات يحتجن إلى دعم مستمر من الجهات ذات الاختصاص