لا، لا أقصد أن مقالي هو النعمة، وإن كان هو بالفعل نعمة ورزق من الله، لم أكن أستطيع كتابته لولا أن أنعم الله عليّ بكتابته، ولكن بما أنك تقرأ هذا المقال، فمعنى ذلك أن لديك عينين تستطيع الرؤية بهما، وأنك صاحب حظ جيد لأنك من المتعلمين، وبالطبع، إما أنك تمتلك حاسبا آليا أو تليفونا محمولا، أو أنك قد توافر لديك بعض المال بعد أن قمت بشراء ضرورياتك من مأكل ومشرب وملبس، وقمت بشراء الجريدة الورقية لقراءتها.
بالإضافة إلى النعم السابقة، تمتليء حياتنا بالنعم، التي لا تعد ولا تحصى، والتي إن أدركناها، فإنه لم ولن تتوقف ألسنتنا ولا قلوبنا لحظة واحدة عن قول الحمد لله.
مَن منا لا يريد أن يكتبه الله من أهل الجنة، بالطبع، جميعنا نريد، لذلك يجب أن نعلم أن الحمد هي عبادة أهل الجنة، ولا يتوقفون عن قولها منذ خروجهم من القبور، وعند دخولهم الجنة، وبعد استقرارهم فيها.
بالطبع، لقد تعودوا على قولها في حياتهم الأولى، في صلواتهم، وأثناء قراءتهم للقرآن. وفي الكثير من أوقاتهم. فإن كنت من المصلين فاحمد الله أن هداك الله لهذا، فو الله لقد تألم قلبي على مَن لا يستطيع الصلاة، فهو غير حافظ للفاتحة، ولا يعرف كيفية أداء الصلاة.
لقد لفتت انتباهي هذه الآيات الكريمة: (إِنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ یَهۡدِیهِمۡ رَبُّهُم بِإِیمَـٰنِهِمۡۖ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهِمُ ٱلۡأَنۡهَـٰرُ فِی جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِیمِ)(دَعۡوَىٰهُمۡ فِیهَا سُبۡحَـٰنَكَ ٱللَّهُمَّ وَتَحِیَّتُهُمۡ فِیهَا سَلَـٰمࣱۚ وَءَاخِرُ دَعۡوَىٰهُمۡ أَنِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ).
إذن، إذا أردت أن تجري من تحتك الأنهار في جنات النعيم، وأن يكون آخر دعواك أن الحمد لله رب العالمين.
فلا تتوقف عن الحمد، ويكفي أنك تلاحظ أنك حينما تقوم بفتح المصحف الشريف تجد أول كلماته (ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ).
@salehsheha1