وتابع يقول: تشهد أوروبا اضطرابات في مجال الطاقة، حيث ارتفعت الأسعار الفورية للغاز الطبيعي في الشهر الماضي إلى 5 أضعاف ما كانت عليه في العام الماضي.
وأضاف: يرى بعض المحللين أن روسيا هي الطرف الشرير في هذه الأزمة الجديدة، لكن السوق لها عدة تفسيرات أخرى، من بينها انخفاض إنتاج الغاز في أوروبا نفسها، والنمو القوي في الطلب على الطاقة في آسيا، ونضوب احتياطيات الغاز خلال شتاء 2020-2021، وانخفاض الإنتاج من مصادر متجددة مثل الرياح والطاقة المائية.
وأردف يقول: في السنوات الأخيرة، توقع المستوردون الأوروبيون التخفيف من هذا النقص من خلال زيادة مشترياتهم من الغاز الطبيعي المسال. ومع ذلك، فإن التخفيضات التي قام بها العديد من منتجي الغاز الطبيعي المسال غير الأوروبيين، بما في ذلك الولايات المتحدة، جعلت هذا الخيار بعيد المنال مؤقتًا على الأقل.
وأشار إلى أنه نظرا لأن العديد من العوامل العالمية والإقليمية والمحلية تساهم في اختناق الأسواق، فلا يمكن إلقاء اللوم على موسكو وحدها في ارتفاع الأسعار والنقص.
وتابع: يشير العديد من الخبراء إلى أن روسيا نفسها تكافح من أجل زيادة الإنتاج والحفاظ على مستويات التخزين الخاصة بها. ووصف الرئيس فلاديمير بوتين المزاعم القائلة بأن بلاده تستخدم الطاقة كسلاح بأنها «هراء له دوافع سياسية».
وأردف: مع ذلك، فإن الاضطراب يعيد تأكيد استعداد روسيا لاستغلال نقاط ضعف عملائها، كما رأينا في النزاعات السابقة مع أوكرانيا وإستونيا.
وأوضح أن شركة غازبروم، أكبر منتج للغاز الطبيعي في روسيا، رفضت حتى الآن زيادة الشحنات إلى أوروبا بما يتجاوز تلك التي تغطيها العقود طويلة الأجل.
وأضاف: في الوقت نفسه، لم يتردد القادة الروس في ربط الصادرات المرتفعة بالموافقة السريعة على خط أنابيب نورد ستريم 2، الذي اكتمل الآن فعليا ولكنه ينتظر الضوء الأخضر تنظيميا لبدء ضخ الغاز. وللمضي قدما، أبلغت شركة غازبروم مولدوفا أن سعر شحنات الغاز في المستقبل سيعتمد على ما إذا كانت الدولة السوفيتية السابقة ستنحي جانبًا اتفاقية تجارية مع الاتحاد الأوروبي.
وتابع: لا تزال استجابة الحكومات الأوروبية تتشكل. ومن المرجح أن يستمروا في نهج خطوة بخطوة لقبول نورد ستريم 2.
ولفت إلى أن الاستجابات الجارية ومحل الدراسة تتراوح الآن من خطوات صغيرة لتخفيف التأثير الفوري لارتفاع تكاليف الكهرباء على الأسر ذات الدخل المنخفض إلى إعادة فحص كامل للوائح التي تحكم سوق الطاقة الداخلية في أوروبا.
وأضاف: كما يجري النظر في مقترحات لإعادة بناء الاحتياطيات الإستراتيجية من الغاز، وتخفيف العقبات التقنية أمام نقل الوقود بين البلدان، وتعزيز الاستثمار في الطاقات المتجددة، وتجسيد ما يسمى الصفقة الخضراء الأوروبية. كما يريد بعض مسؤولي الاتحاد الأوروبي أيضا بدء تحقيق في انتهاك شركة غازبروم قواعد مكافحة الاحتكار الأوروبية.
ونوه بأن اتساع هذه الخيارات يعكس الأسباب المتعددة للاضطرابات الحالية، موضحا أن القليل منها له أبعاد معادية لروسيا بشكل علني، باستثناء التحقيق الخاص بغاز بروم.
وتابع: ومع ذلك، بخلاف الضوء الأخضر الخاص بنورد ستريم 2، فمن غير المرجح أن تمنح تلك الخيارات بوتين هدفه الرئيسي، وهو تأمين الاعتماد في المستقبل على الغاز الروسي من خلال عقود طويلة الأجل.
ولفت إلى أن الحكومات الأوروبية والمستهلكين يعيدون اكتشاف مخاطر وتكاليف الاعتماد على إمدادات الغاز الروسي.