n أي شيء حل بنا في عصر الإمكانات والعلم والجامعات والخبرات؟ أي تجاهل بيئي نعيش؟ لماذا لا نسمع ونشاهد ونحس بصوت استغاثة شجر العرعر في مناطقنا المطيرة من جبال الحجاز والسراة؟
n شجر العرعر لا يستغيث فقط. كأنى به ينادي بأن نستيقظ لمواجهة معاناة عطش أجيالنا القادمة بسبب خسارته وضياعه من البيئة، التي تحمل جذوره من قرون، وتحمل رفات حراسه عبر القرون، وقد جعلوه أكثر من (60) بالمائة من الغطاء النباتي لهذه المناطق الاستثنائية المطيرة.
n لم ولن أتعب من ترديد السؤال: أين الجهات المسؤولة؟ وقد آلت إليها مسؤولية البيئة المطيرة، منذ سبعينيات القرن الماضي. مسؤولية شجرها ومدرها، وحجرها، وكانت مسؤولية أهلها عبر القرون. هل هذه الجهات المسؤولة مشغولة بتبريرات صرف أموال الميزانيات الضخمة، وتأليف التقارير الملونة والخادعة، وعقد الاجتماعات والندوات والمؤتمرات، التي تفضي لتوصيات بهدف خدمة تقارير تتراكم في الأدراج دون تفعيل؟
n ماذا يعني شجر العرعر في مناطقنا المطيرة للجهات المسؤولة؟ هذا الشجر المعمّر، الذي يتجاوز عمره قرونا عديدة، كان يغطي سفوح جبال الدرع العربي بكامله. حاليا انحسر وجوده في مناطق تبدأ من الطائف وتنتهي بأقصى نقطة جنوبية. هل تعرف الوزارة المسؤولة ماذا حل بشجر العرعر في مناطقه هذه؟ رباه ماذا يجري؟ رباه ماذا نحن فاعلون أمام هذا الموت الجماعي لشجر العرعر في مناطقنا المطيرة؟
n وللعبرة أطرح سؤالا يوقظ الموتى من القبور: أين شجر العرعر في مناطق (الشمال الغربي) من الدرع العربي؟ هل تعرف الوزارة المسؤولة لماذا اختفى شجر العرر في هذه المناطق الشمالية الغربية، وبشكل نهائي؟ الإجابة مهمة لفهم مدى وعمق ومسؤولية قولي بأن موت شجر العرعر وتدهور الغطاء النباتي بمثابة صافرة الإنذار الأخيرة في مناطق الجنوب الغربي.
n وصل مدى تدهور الغطاء النباتي في منطقة الباحة، كمثال، إلى (80) بالمائة. إذا كانت هذه النسبة لا تعني أي شيء، فماذا يمكن أن أقول؟ متى يجفل النوم من عيون كل مسؤول إذا كانت هذه النسبة لا تؤرقهم وتجعلهم يكابدون ويعانون من جور مسؤولياتها ومؤشرات نتائجها السلبية؟
n أثناء زيارتنا لجبال مناطق (الشمال الغربي)، نلاحظها جرداء حتى من التربة، وتكسو سفوحها الصخور السمراء الموحشة. أخيرا وصل هذا الوصف لجبال الجزء (الجنوبي الغربي). فجاءت تسميتها بـ(الجبال السمر). لكن الناس كانوا أكثر دقة وصدقا عندما نعتوها باسم: (ساق الغراب). هذا أفضل تشبيه لهذه الجبال، بصخورها السمراء الخالية من التربة والغطاء النباتي. ونسأل: لماذا؟ نسأل: أين تربة جبالنا؟ كيف تحوّلت من جبال خضراء لجبال سمراء؟ هذا السؤال الأهم والمهم لمفتاح الحل.
n حيث توجد التربة توجد إمكانية الحياة. وحيث يوجد الماء والتربة يوجد الغطاء النباتي. وحيث توجد التربة والماء والغطاء النباتي يوجد الإنسان. ويستمر الحديث بعنوان آخر.
@DrAlghamdiMH