وبهذا يتضح أن ثقافة الجودة تمثل سلوكيات الأفراد التي تنبع من داخلهم لاقتناعهم بجدوى ما يقومون به، وشعورهم بالثقة والرضا الناتج عن حرية التفكير التي يمارسونها.
وإذا تتبعنا مراحل تطور ثقافة الجودة وما كتب حول نشأتها نجد أن كل الكتاب الذين تكلموا عن ثقافة الجودة قالوا إنها لم تكن علما نشأ بذاته وإنما كانت محاولات قائمة بصفة مستمرة حتى تستطيع أن تؤدي دورها في النهوض بكافة المجالات.
وبطبيعة الحال كان لثقافة الجودة ومراحل تطورها دور بارز في الدول التي اتخذت تلك الثقافة شعارا عمليا وقامت بترجمته على أرض الواقع في كافة المجالات، فالتقدم التكنولوجي والمستوى العلمي المتقدم للدول المتقدمة كان نتاج العديد من المراحل المتعاقبة والتطورات المستمرة التي نجحت بشكل كبير في تغيير واقع المجتمع.
والعلاقة بين ثقافة الجودة في كافة المجالات ومراحل التطور هي العلاقة بين الجزء والكل. وهذا ما تنبهت إليه الدول الغربية وقامت بالعمل عليه في تطوير مؤسساتها مستفيدة من نشر ثقافة الجودة بين مواطنيها والعمل على بيان أهم الطرق الكفيلة بالوصول إلى تطبيقاتها.
ولكن إلى أين ستذهب المؤسسات في نشاطات نشر ثقافة الجودة؟ ومتى تنتهي من نشاطات نشر ثقافة الجودة؟ هذه الأسئلة تخاطب مراحل مهمة في تطور مفاهيم وممارسات الجودة لدى المؤسسة، فكلما ارتقت المؤسسة في سلم مفاهيم وممارسات الجودة، قد ينحسر التعاطي مع برامج نشر ثقافة الجودة، إلا أنها مسيرة مستمرة لا تنتهي.
ويمكن القول إن الجودة هي مجال للمحاولات التي تتغير مع مرور الزمن، والتي يسعى مؤيدوها إلى إثارة وطرح ثقافات ومفاهيم وتقنيات جديدة تعمل لصالح المواطنين وترتقي بهم.
وخلاصة القول إن نشر ثقافة الجودة يعتبر نقطة انطلاقة وركيزة من ركائز التنمية والتطور، ونشر ثقافة الجودة داخل المجتمع يعمل على إحداث تغييرات إيجابية جذرية لكل شيء داخل المؤسسات سواء (التعليمية أو الصحية أو الصناعية وغيرها من المؤسسات والشركات سواء العامة أو الخاصة)، لأنها تعمل على إحداث تغييرات في الفكر، والسلوك، والقيم، والمعتقدات التنظيمية والمفاهيم الإدارية من أجل تطوير داخل المجتمع.
@Ahmedkuwaiti