DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

التعصب طريق النجاح!

التعصب طريق النجاح!
التعصب طريق النجاح!
1202250
التعصب طريق النجاح!
1202250
عنوان لا يرقى للذائقة، ولا يعبر عن أخلاقنا الرياضية، ولا يرتضيه العقلاء، ولا يتوقعه تربويون يهمهم نشء قادم يعيش في كنف رؤية (حدود طموحها عنان السماء). لكن الواقع يقول إن التعصب طريق النجاح، بل ويعتبر كطريقٍ سريع لا تعترضه إشارات ضوئية، ولا مطبات صناعية تعيق حركته. نعم هذه الحقيقة، فعندما تركت البرامج الحبل على الغارب لضيوفها أن (تردح وتقدح وتسلخ وتنفخ) وتدافع زوراً، وتهاجم ظلماً، فتستضيف المتعصبين، وتحيد عن المحايدين، وتطلق الألقاب جزافاً، وتتبنى إحصائيات بأرقامٍ واهية، وبرغم أن ما سبق فعله ينافي الإعلام النزيه إلا أنه للأسف بات المحرك الوحيد لعجلة التقدم نحو منصات النجاح من وجهة نظرهم القاصرة.
البرامج أياً كانت ـ وخاصةً المعتمدة على الإعلان التجاري ـ حياتها الإثارة والمتابعون، وأن تكون حديث مجالس يضطر الذي لم يتابعها اليوم انتظارها غداً على أحر من الجمر.. وبهذا صارت الإثارة مطلبا للراغبين التواجد في (عالم) يعج بالمنافسين ولا يكاد يتنفس من سرعة حانقة وخانقة لصدور متابعين تتألم أعناقهم من شدة الالتفات هنا وهناك، لمطاردة كم هائل من أخبار لم تعد تتجاوز حصريتها سوى ثوانٍ.
طرح شاب (لم يبلغ العشرين) سؤالاً هل كان لدى إعلامنا مساحة من الإثارة قبل انفلات التعصب الذي نراه اليوم؟ الجواب: نعم، وربما بكمية إثارة وشغف أكثر، تصل بالمتلقي أن يقطع المسافات ويواصل الليل بالنهار لأجل متابعة برنامج إن فاته المباشر لم تفته الإعادة، فضلاً عن صحف ومجلات كان يدفع أحياناً ضعف ثمنها في السوق السوداء قبل نفاد الكمية، ثم سأل: هل يمكن العودة لمثل تلك الإثارة دون انحطاط يسابق الأحداث ويجتر الماضي بسوادٍ غيَب عن البعض أخلاقيات المهنة؟ بمعنى (هل ما زال بالعالم من يقدم لمتابعيه وجبة إعلامية بكامل إثارتها دون خروج عن النص)؟
جاوبناه: بكل تأكيدٍ نعم.. وما عليك للتأكد إلا متابعة برامج رياضية حبلى بالإثارة استمالتنا لمتابعتها ونحن من خارج حدودها، لكننا لم نسمعها يوماً تسقط على كيان أو شخصية اعتبارية (عندهم) بألفاظ لا يمكن ذكرها في مجالسنا الخاصة، كما أن (الماضي) عندهم أمجاد يبنون عليها مجدا لحاضرهم وليس كما عندنا ناقوس ندق به رؤوس أنديتنا التي تحاول منافستنا والانتصار علينا.
ثم ختم حواره بهذه الأسئلة (إذاً لماذا نحن هكذا؟ ولماذا لا نعود للإثارة المتزنة؟ ولماذا كل هذا الضجيج الذي أخجلنا حتى من أنفسنا؟) فقلت له باختصار: (من أمن العقوبة أساء الأدب)!
ختاماً كلي ثقة مع رؤيتنا العالمية بأصالة، والقوية بحكمة، أن تعود برامجنا ومساحاتنا وكل منصاتنا الرياضية لسابق عهدها (إثارة بدون ثرثرة) والفاشل سيلقمه القانون حجراً يريحه ويريحنا منه.
ولا نعني بذلك أن الساحة أصبحت خاوية من مبدعين سلكوا طريقاً للنجاح لا يعرف التعصب.
توقيعي/ عندما لا نرى إلا (العقلاء) فلن يبهرنا الجنون.
@shumrany