طرح شاب (لم يبلغ العشرين) سؤالاً هل كان لدى إعلامنا مساحة من الإثارة قبل انفلات التعصب الذي نراه اليوم؟ الجواب: نعم، وربما بكمية إثارة وشغف أكثر، تصل بالمتلقي أن يقطع المسافات ويواصل الليل بالنهار لأجل متابعة برنامج إن فاته المباشر لم تفته الإعادة، فضلاً عن صحف ومجلات كان يدفع أحياناً ضعف ثمنها في السوق السوداء قبل نفاد الكمية، ثم سأل: هل يمكن العودة لمثل تلك الإثارة دون انحطاط يسابق الأحداث ويجتر الماضي بسوادٍ غيَب عن البعض أخلاقيات المهنة؟ بمعنى (هل ما زال بالعالم من يقدم لمتابعيه وجبة إعلامية بكامل إثارتها دون خروج عن النص)؟
جاوبناه: بكل تأكيدٍ نعم.. وما عليك للتأكد إلا متابعة برامج رياضية حبلى بالإثارة استمالتنا لمتابعتها ونحن من خارج حدودها، لكننا لم نسمعها يوماً تسقط على كيان أو شخصية اعتبارية (عندهم) بألفاظ لا يمكن ذكرها في مجالسنا الخاصة، كما أن (الماضي) عندهم أمجاد يبنون عليها مجدا لحاضرهم وليس كما عندنا ناقوس ندق به رؤوس أنديتنا التي تحاول منافستنا والانتصار علينا.
ثم ختم حواره بهذه الأسئلة (إذاً لماذا نحن هكذا؟ ولماذا لا نعود للإثارة المتزنة؟ ولماذا كل هذا الضجيج الذي أخجلنا حتى من أنفسنا؟) فقلت له باختصار: (من أمن العقوبة أساء الأدب)!
ختاماً كلي ثقة مع رؤيتنا العالمية بأصالة، والقوية بحكمة، أن تعود برامجنا ومساحاتنا وكل منصاتنا الرياضية لسابق عهدها (إثارة بدون ثرثرة) والفاشل سيلقمه القانون حجراً يريحه ويريحنا منه.
ولا نعني بذلك أن الساحة أصبحت خاوية من مبدعين سلكوا طريقاً للنجاح لا يعرف التعصب.
توقيعي/ عندما لا نرى إلا (العقلاء) فلن يبهرنا الجنون.
@shumrany