DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

هيمنة حزب الله على لبنان دمرت مصالح البلد مع العالم العربي

حكومة المملكة تسامحت لفترة طويلة مع السياسات الجائرة والعدوانية

هيمنة حزب الله على لبنان دمرت مصالح البلد مع العالم العربي
المسمار الأخير
ولفت الكاتب إلى أن تعليقات قرداحي والتي صدرت عنه في برنامج قبل عدة أشهر قبل أن يصبح وزيراً، أثبتت أنها المسمار الأخير في نعش علاقة كانت مزدهرة ذات يوم، لكنها كانت تتدهور على مدى السنوات القليلة الماضية، وذلك أساسًا بسبب نفوذ حزب الله المتزايد في لبنان وسيطرته الكاملة على سياساته وإصراره على تهريب المخدرات على مدى هذه السنوات إلى المملكة.
ومضى يقول: كلفت الخطوة السعودية المصدرين اللبنانيين رابع أكبر أسواقهم، وأكثر من ربع مليار دولار أمريكي سنويًا. كما سيخسر لبنان استثمارات الرياض الأجنبية المباشرة، التي اقتربت في عام 2015 من مليار دولار. ومن خلال منع رعاياها من زيارة لبنان، ربما خوفًا من الأذى أو المضايقات من قبل حزب الله، ستحرم الرياض بيروت من تدفق العملات الأجنبية الذي تشتد الحاجة إليه والذي يحمله السياح السعوديون عادة إلى لبنان.
وأضاف: كان وقف الواردات اللبنانية إلى السعودية قيد الإعداد لفترة طويلة بعد أن اعترضت السلطات السعودية شحنات مخدرات من لبنان، والتي عادة ما تكون مخبأة في المنتجات الزراعية وغيرها. تجارة المخدرات هي واحدة من أكبر مصادر الإيرادات المالية لهذا الحزب.
ضوابط أفضل
وبحسب الكاتب، فرضت المملكة ضوابط أفضل على معابرها الحدودية للتأكد من خلو الصادرات من المواد غير المشروعة. لكن في لبنان، أثبتت سلطة الدولة أنها أضعف من أن تعترض أي شحنات من حزب الله من دخول البلاد أو الخروج منها. في ظل هذا الفشل، قررت الرياض وقف وارداتها من لبنان.
وأوضح أن الرياض أثبتت مع ذلك أنها تراعي الأمور بما فيه الكفاية من خلال التمييز بين حكام بيروت واللبنانيين الذين يعيشون ويعملون في المملكة.
وأضاف: تشير التقديرات إلى أن 300 ألف لبناني يعيشون في المملكة، مما يجعلهم أكبر جالية مغتربة. تساعد تحويلات هؤلاء المغتربين في الحفاظ على مئات الآلاف من الناس في لبنان من الوقوع في براثن الفقر.
وأشار إلى أن الحكومة السعودية تسامحت لفترة طويلة مع سياسات لبنان الجائرة والعدوانية تجاه المملكة.
وأوضح أنه عندما خرجت الدبلوماسية اللبنانية عن الإجماع العربي في جامعة الدول العربية بالامتناع عن التصويت على قرار يدين الحكومة الإيرانية في إحراق السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد عام 2016، استمرت الرياض في منح لبنان ميزة تفسير الشك لصالح المتهم.
وأضاف: عندما قادت فرنسا، في عام 2018، مؤتمر المانحين لرفع الاقتصاد اللبناني الغارق، برزت السعودية كأكبر مانح منفرد عندما تعهدت بمليار دولار من إجمالي 11 مليار دولار.
تواطؤ الدولة
وتابع: في ذلك الوقت، وعلى الرغم من تحفظاتها على عداء حزب الله للسعودية وتواطؤ الدولة اللبنانية مع الميليشيات الموالية لإيران، كانت الرياض لا تزال تنظر في الاتجاه الآخر ومدت لبنان بشريان الحياة الذي صُمم لمساعدة البلاد على الإصلاح وإعادة تشغيل اقتصادها.
وأردف: لكن ثبت أن الدولة اللبنانية أضعف من أن تنفذ أي إصلاحات مطلوبة قبل أن تتلقى بيروت أي أموال مساعدات. غرق اقتصاد البلاد في ركود أعمق، ويعاني الآن من تضخم جامح وفقر متزايد.
وشدد على أنه منذ خمسينيات القرن الماضي، كانت السعودية من أكبر الداعمين للبنان واستقراره.
وأضاف: في عام 1989، استضافت السعودية وهندست اتفاق الطائف الذي أدى إلى إنهاء الحرب الأهلية التي استمرت 15 عاما. بعد الصراع، وكذلك بعد كل جولة حرب مع إسرائيل، كانت المملكة أول مَن قدم تبرعات للبنان لإعادة الإعمار وإيداع العملات الأجنبية في البنك المركزي اللبناني للحفاظ على الاقتصاد، والأهم من ذلك الإبقاء على العملة الوطنية واقفة على قدميها.
مصالح شخصية
وتابع: لأكثر من عقد من الزمان، اعتبر الكثير من اللبنانيين المملكة أمرًا مفروغًا منه، وردوا الدعم بالإهانات والتهريب والوقوف بجانب أعداء الرياض، وفي مقدمتهم إيران، التي لا تستثمر شيئًا في الاقتصاد اللبناني.
واختتم بقوله: عُرف حكام لبنان بالسعي وراء المصالح الشخصية على حساب المصالح الوطنية. طالما أن حزب الله هو الذي يقرر من يحكم لبنان، فإن الحكومة اللبنانية ستتماشى مع إيران ضد مصالحها الوطنية، التي لن تتحقق إلا بالبقاء مع السعودية. مؤسف جدا أن اللبنانيين لا يرون هذا، أو يرونه ولا يفعلون شيئا حياله.
التدفقات النقدية
وقالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» في تقرير لروي بدارو، الخبير الاقتصادي اللبناني إن بيروت في انهيارها الاقتصادي الدراماتيكي كانت أكثر اعتمادا على التدفقات النقدية من الخليج الذي مثل رئة لبنان منذ الخمسينيات. لن يتحمل لبنان هذه الصدمة لفترة طويلة.
وأضاف التقرير: بالنسبة لدول الخليج التي عززت مالياً الإدارات اللبنانية السابقة، أشعلت تعليقات قرداحي مظالم طويلة الأمد، بلورت بشكل كبير كل ما حدث من خطأ في علاقة كانت وثيقة من قبل.
ومضى التقرير يقول: تبرعت دول الخليج بمليارات الدولارات لإعادة بناء لبنان بعد انتهاء الحرب الأهلية المدمرة التي استمرت 15 عامًا في عام 1990، وهي فترة العلاقات اللبنانية السعودية القوية في عهد رئيس الوزراء رفيق الحريري.
ولفت إلى أن تلك العلاقات تآكلت باغتياله في عام 2005، وهي عملية قتل ألقي باللوم فيها على حزب الله المدعوم من إيران.
ونقل عن هيكو ويمين، مدير مشروع Crisis Group للعراق وسوريا ولبنان، قوله: عندما انتشرت تعليقات انفجر غضب واسع، وأردف التقرير: رد الفعل القاسي هو صدمة شديدة للاقتصاد اللبناني. يعاني أكثر من نصف سكان لبنان من الفقر منذ اندلاع أزمة مالية واقتصادية معقدة في عام 2019.
أكبر سوق
وتابع: الخليج هو وجهة التصدير الرئيسية للبنان ومصدر مهم للعملة الصعبة. كانت السعودية أكبر سوق تصدير زراعي للبنان في عام 2020، وبلغ إجمالي الصادرات إلى السعودية وحدها أكثر من 200 مليون دولار العام الماضي، وفقًا لبيانات الجمارك.
وأضاف: في غضون ذلك، يقدر البنك المركزي أن حوالي 60 % من التحويلات تأتي من الخليج، حيث يكسب حوالي نصف مليون مغترب لبناني الدولارات التي كانت شريان الحياة الاقتصادي للبنان.
ونقل عن عبدالخالق عبدالله، أستاذ العلوم السياسية الإماراتي، قوله: بالنسبة للخليج، هذه قطيعة مطلقة لا رجعة فيها طالما أن حزب الله في السلطة.
ونقل عن فؤاد مخزومي، وهو سياسي سني ورجل أعمال، قوله: إذا قامت دول الخليج بالتصعيد، من خلال زيادة الحد من الأعمال التجارية اللبنانية أو وقف تحويل الأموال، خاصة أن الحزب يقدم التمويل لحاضنته الشعبية والمقربين منه ولم يحصل أن هذا الحزب قدم مساعدات للبنان.
أكد موقع «آسيا تايمز» أن قبضة حزب الله على لبنان وحكومته تسببت في تدمير العلاقات مع جواره العربي، موضحا أن الأزمة الأخيرة مع المملكة العربية السعودية ليست إلا مثالا على ذلك.
وبحسب مقال لـ «حسين عبدالحسين»، وجهت السعودية ضربة اقتصادية قاتلة لحكام حزب الله والأقلية الحاكمة التي تحكم لبنان، من خلال تقليص علاقاتها الدبلوماسية وإغلاق الأسواق السعودية أمام الصادرات اللبنانية.
وأضاف: ومن المغري التفكير في الخطوة السعودية على أنها دعوة إيقاظ للبنانيين، إلا أنه استناداً إلى السلوك السابق فمن غير المرجح أن تغير الطبقة الحاكمة في لبنان مسارها، وستستمر على الأرجح في سياساتها التي جُربت وفشلت ولم تنتج شيئا سوى الانهيار الاقتصادي والبؤس.
وأردف: يبدو أن تصعيد الرياض كان نتيجة تصريحات أدلى بها وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، والتي ألقى فيها باللوم على دول الخليج العربي في الحرب في اليمن، معتبرا أن الحوثيين، الذين تسبب احتلالهم لصنعاء بالحرب، كانوا يدافعون عن أنفسهم فقط في مواجهة السعودية.
منذ 70 عاما والسعودية من أكبر الداعمين للبنان واستقراره
المملكة أثبتت أنها تراعي بما فيه الكفاية مصالح اللبنانيين وتميزهم عن الحكام