ومَن قال إننا نسامح لأجلهم؟ التسامح لك أنت فقط.. وليست له علاقة بالطرف الآخر.. وحقيقة حينما تحدث عملية التسامح الحقيقية والصادقة.. وتخرج من جوهر روحك النقي.. الشخص الآخر لن يعرف عن ذلك أبدا؛ لأن هذا الموضوع يحدث بينك وبين نفسك، بينك وبين الله، ومن هنا أريد أن انطلق معك لافتح في زهرة إدراكك مفهوما مختلفا عن التسامح.. مفهوم له علاقة بطاقة الغضب.. له علاقة بالعقد الطاقية العالقة بداخلك، التي لطالما سوف تمنع من سريان الطاقة في أماكن كثيرة بحياتك، ومهمتك أنت هنا من خلال الغفران والتسامح أن تفكك هذه العقد الطاقية، وتتركها تندثر لكي يعود تيار الحياة للجريان من خلالك. لذلك ستجد الشخص لحظة التسامح عادة ما تفتح بذهنه إلهامات جديدة. وقد تأتيه أفكار عن مشاريع أو فكرة تحسّن جودة صحته أو فكره عن نفسه أو الحياة تساهم في انتقاله إلى مستوى وعي جديد، ومن ثم جذب صور ووقائع مبهرة في حياته. ولكن كل هذه الأفكار الثمينة ستظل عالقة طالما وعيك غير جاهز لتلقيها. وكيف يكون جاهزا وهنالك طاقة غضب تغطي كل الكنوز اللاهية الكامنة بأعماقك. اللحظة التي تسمح فيها لهذا الغضب بأن يتفرغ من أعماقك وتسمح له بالرحيل.
سينفتح الكنز، سوف تبدأ عملية الجريان والانسيابية تتحرك في روحك من خلال معلومات جديدة تنجذب لك. معارف جديدة. أشخاص قد تلتقي بهم فيأتونك على هيئة رسائل من الله ليساعدك في التحرك نحو أحلامك. ستعود وتخبرني لكنه أذاني؟ سأكشف لك هنا حقيقة ما. الشخص الذي تسبب لك بالإيذاء هو بالعمق لم يكن يؤذيك أنت، بل لديه مناطق عدم أمان معينة كان يعكسها للخارج. هل هذا يشفع له؟ لا اطمأن لأنه بكل الأحوال سيتلقى (كارمتة) ويتجرع من نفس الكأس ويتألم بنفس القدر إلى أن تغتسل روحه، ويتعلم الدروس ويسود العدل. وإن لم يتعلم؟. سيظل يتجلى له نفس الألم ولكن مع شخوص جدد وقصص أخرى إلى أن يتعلم.. وماذا لو لم أرغب بالتواصل معه من جديد؟ هنا تتفعل لديك قوة الخيار وحريته وأنت مَن تقرر. فكر معي ماذا لو ما حدث جزء من لعبتك الروحية، ومهمته أن يرفع وعيك لمستوى جديد اسأل نفسك كيف لهذا الحدث أن يخدمك، وأن يضعك في المرحلة التالية من حياتك؟