في قصة سري السقطي توبيخ وبيان لسوء حال موظفين تعج بهم بعض مؤسساتنا يسعون للوقيعة بزملائهم لدى مديريهم، بجميع الوسائل المباحة وغير المباحة، والغريب العجيب أن الزميل إذا سقط بادروا لإظهار الحزن وأخذوا يحوقلون، بل وقد يبادرون للاتصال بالزميل لتطييب خاطره وبيان حزنهم لما آل إليه أمره، بينما هم الأحق بالتعزية.
ومن وجهة نظري أن من سعى للوقيعة بزملائه ليس هو الملوم فقط، بل اللوم الأكبر يقع على القائد الذي يسلم أذنه لكل من هب ودب، بل ويصدق ويتخذ القرار الظالم الذي يحرمه ويحرم المؤسسة من جهود شخص يعمل وينتج، وقد يحول هذا المنتج إلى شخص يائس محبط ومحبط عندما يروي جزاء سنمار الذي ناله من مدير يصدق كل ما يسمع.
مع شديد الأسف أن هذا واقع، وكم سمعنا من قصص مؤلمة لمؤامرات حيكت تجاه مميزين فقضت على تميزهم، يحدثني أحدهم عن شخص في مؤسسته حصل بينه وبين آخر قريب من المدير خلاف على أساليب العمل، فقال القريب من المدير غاضبا لمن حوله: إن جلس في مكانه أسبوعا!!
وبالفعل ما هو إلا أسبوع أو أقل حتى صدر القرار المنتظر بإعفاء الشخص المختلف الذي تجرأ على مخالفة القريب من المدير.
العجيب أن الأيام لم تطل حتى أعفي القريب من المدير والمدير، فمن العاقل الذي لا يعرف أن على الباغي تدور الدوائر مهما ظن أنه فوق المساءلة والمحاسبة؟!
تحتاج مؤسساتنا إن أرادت النجاح أن ترفع شعارا لموظفيها يتمثل في حديث رسول الإنسانية صلوات الله وسلامه عليه «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
@shlash2020