ورغم أني لا أميل كثيرا للكتابة عن النادي الأصفر العاصمي، إلا أن الأحداث المتتالية فيه تجعلني أركز في الأحرف القادمة على النصر وما حدث له منذ الخروج المر في نصف نهائي البطولة الأغلى أمام كبير آسيا وزعيمها الهلال.
ما يحدث في هذا النادي متوقع جدا؛ عطفا على طريقة العمل والظروف المحيطة به، من عدم سيطرة الإدارة على ما يحدث في الفريق، إلى عدم الانسجام والتناغم بين الإدارة والجهازين الفني والإداري، وهو ما انعكس سلبا على نتائج الفريق، وكان ذروة هذا الإخفاق المتوقع ما عرف جماهيريا بـ «موقعة البليهي».
من بعد هذه المباراة، ولأن المشاكل متعددة ومتراكمة، حدث ما كانت جماهير الأصفر لا تتمناه، وهو دخول دوامة الإقالات والاستقالات، وإنهاء العقود، وانفراط عقد الفريق بشكل يضع الجماهير في حيرة كبيرة.
حيث حرص بعض من يدعون حب الفريق، والقرب من صانع القرار في النادي، على إيهام الجماهير أن هذا الفريق لا يقهر، وأنه قادر على حصد كافة البطولات، والفوز في كل المباريات، كل ذلك فقط لتصدر المشهد وتحقيق مصالح ومنافع شخصية، دون النظر لمصلحة النادي والحرص على مكاشفة الإدارة بوجود أخطاء كبيرة يجب معالجتها حتى لا يصل الوضع إلى ما وصل إليه.
إنهاء عقد المدرب، والذي لم يمض على التعاقد معه سوى أقل من شهرين، صدم جماهير النادي وكذلك المتابعون، مرورا باستقالة المدير التنفيذي للفريق الذي كان محل خلاف حول طريقة عمله وفاعلية وجوده، وما أثير عن خلافاته مع بعض نجوم الفريق. وما يحدث قد تتبعه قرارات أخرى.
لن يجد النصراويون أفضل من هذا الوقت لإعادة البناء وتصحيح المسار، ووضع حد لذوي المصالح الشخصية في توجيه مسار الأمور في النادي بطرق مباشرة أو غير مباشرة.
ولعل أولى خطوات البناء هو النظر بواقعية لمستوى النادي، بعيدا عن ملاحقة الأندية الأخرى، وعدم الدخول في مزايدات كلفت وتكلف خزينة النادي الكثير من الأموال والتي هي في الأساس أموال حكومية يجب المحافظة عليها.
ألا تنشغل بالآخرين وتركز على تطوير نفسك وتعديل أوضاعك من الداخل يعني أنك في الطريق الصحيح.. فهل نرى ذلك في النصر؟
