وأكد الدبلوماسي العراقي حبيب الصدر، مندوب بلاده السابق في جامعة الدول العربية، أن العلاقات السعودية العراقية تشهد طفرة، والتطورات بين البلدين في كافة المجالات على نحو متصاعد، وثمن دعم الرياض لبغداد في كثير من المواقف، منوها بأهمية قوة المملكة والعراق بوصفهما صمام أمان لحماية المنطقة من خطر الإرهاب. كما أشار إلى أن ظهور تنظيم «داعش» الإرهابي، كان حلقة من ضمن سيناريو تقسيم المنطقة.
مجلس التعاون
واكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف فلاح المبارك الحجرف أمس وقوف مجلس التعاون إلى جانب العراق، جاء ذلك خلال لقاء الدكتور الحجرف مع وزير خارجية جمهورية العراق الدكتور فؤاد محمد حسين، وذلك على هامش المشاركة في مؤتمر صير بني ياس السنوي المنعقد في دبي.
وجدد الأمين العام خلال اللقاء استنكار وشجب مجلس التعاون للهجوم الذي تعرض له منزل دولة الرئيس مصطفى الكاظمي، مؤكداً وقوف دول المجلس إلى جانب العراق ودعم أمنه واستقراره انطلاقاً من أن أمن العراق من أمن دول مجلس التعاون.
وجرى خلال الاجتماع بحث علاقات التعاون المشترك بين المجلس وجمهورية العراق، وسبل تعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات، بما يخدم المصالح المشتركة بين الجانبين، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع في المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك. وأشاد الدكتور الحجرف بما تشهده العلاقات الخليجية - العراقية من تنامي وتطور، وما من شأنه تعزيز علاقات التعاون المشترك بين الجانبين في المجالات المختلفة، ولما فيه الخير والمنفعة لشعوب المنطقة وحفظ أمنها واستقرارها.
دور المملكة
وفي شهادته على دور المملكة في دعم بلاده، صرح رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، دور المملكة الكبير الذي أسهم في دعم العراق في حربه ضد التنظيمات الإرهابية، خاصة تنظيم داعش.
وقال إن العراق تجاوز مرحلة صعبة بفضل دعم المملكة التي أسهمت في طرد تنظيم داعش الإرهابي من مناطق ومدن كثيرة في العراق.
وأشار إلى أن المرحلة المقبلة المتعلقة بالبناء وإعادة الإعمار في العراق، تتطلب تعاون الأشقاء والأصدقاء، على رأسهم المملكة. وترى المواطنة العراقية سلوى عبدالرحمن أن التطور في العلاقات بين البلدين، هو نجاح كبير للسياسة الخارجية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز التي ترى في العراق دولة شقيقة ومهمة وفي التقارب مع العراقيين أهمية مع أشقائهم السعوديين إذ يرتبطان بعلاقات تاريخية تعود لمئات السنين.
إكرام العراق
الكاتب والمحلل السياسي العراقي صلاح مندلاوي ذكر أن المملكة أول من أكرمت العراق وتخلت عن طلب الغرامة من الشعب العراقي من جرّاء أفعال صدام حسين، وأنها استمرت لثلاث سنوات تقدم الدواء والغذاء مجاناً في شوارع بغداد وأزقتها.
ويرى خبير العلاقات الدولية السيد عبد الفتاح أن قوة العلاقة بين المملكة والعراق تمثل حائط صد أمام الأطراف الإقليمية التي تسعى إلى إسقاط الوطن العربي في بئر الفتن والخلافات والتناحر، مؤكدا أن مواجهة خطر التدخلات الخارجية من أولوليات البلدين وتسهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتبعدها عن التوترات والانقسامات.
وأوضح أن الميليشيات الإرهابية بممارساتها واستخدامها السلاح في استهداف رموز الحكومة العراقية، تسعى لتقويض قدرة الدولة العراقية في المحافظة على مقومات استقلالها وسيادتها وقوتها، ومنها منع التدخلات الخارجية، والسيطرة الكاملة على أراضيها.
وأشار إلى أن المملكة حريصة على وحدة الشعب العراقي والتعاون مع حكومته لتحقيق المصالح المشتركة، وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين بما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة، كما تدعم المملكة جهود العراق في التصدي للتطرف ومكافحة الإرهاب، وضرورة احترام سيادته ووحدة أراضيه، ووقف التدخلات الخارجية، لافتا إلى أن المتتبع لمسار العلاقات بين البلدين، يجد أنها تسير بخطى واثقة ومتسارعة نحو تعزيز التعاون.
نقلة نوعية
وتؤكد الكاتبة السياسية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية صافيناز محمد أحمد أن العلاقات العراقية السعودية نقلة نوعية، مشيدة بدور المملكة في إعادة العراق لعمقه العربي، كما أن الدعم السعودي للعراق له دلالاته من حيث التوقيت والظرف الإقليمي الذي تمت فيه، ولها أيضًا انعكاساتها على آفاق العلاقة بين البلدين.
يذكر أن المملكة اعتبرت استهداف رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي عملاً إرهابياً جباناً، وتؤكد وقوفها صفاً واحداً إلى جانب العراق، كما أجمعت مواقف المجتمع الدولي على شجب وإدانة محاولة الاغتيال الفاشلة، والتأكيد على دعم استقلال العراق وسيادته ووحدته وسلامة أراضيه. ومحاسبة مرتكبي محاولة الاغتيال والمشاركين فيها ومنظميها ومموليها ومتبنيها.
ويؤكد العراقيون أنفسهم أنه لا يمكن لبلادهم الخضوع لإرادة الميليشيات الإرهابية والعودة إلى الوراء، بعد الخطوات الإيجابية التي قطعتها حكومة الكاظمي نحو تعزيز استقلالية القرار العراقي، والشروع في الانفتاح على الدول العربية، كون هذه الخطوات تنسجم مع مطالب الشعب العراقي، وتتوافق مع المصلحة الوطنية العليا للعراق.