على سبيل المثال، يحاول الحمقى من المشاهير بالمُجازفة والمُخاطرة بحياتهم من أجل الوصول إلى القمة. بينما يحاول أهل الفتن والغيرة المَرَضية، إلى الدخول في مشاكل مع المنافسين وإثارة الجدل والتحريض بالقول أو الفعل. والمُضطرب من المشاهير، نجده يتخبط في طرحه وسلوكه وفِي نهاية المطاف كلما ازداد اضطرابه ازداد جمهوره. حتى المُتمرد استطاع أن يجد له مكاناً في ساحة الشهرة، بل ويتوهم -أحياناً- بأن تمرده شجاعة يجب أن تُقدس. فلا تُعجبه العادات والتقاليد وغيرها من الأمور التي لا تتوافق مع أفكاره ومعتقداته، ليتبعه من يتبعه.
والحياة الخاصة أو الخصوصية لأي إنسان طبيعي، تكون لها قيمة ثمينة لا تُباع ولا تُشترى. فالخصوصية قيمة ثابتة تمُد صاحبها بالطاقة ويستند عليها الإنسان لإكمال حياته وبناء مستقبله. ومن تهون عليه الخصوصية سواء عن طريق عرضها أو المُتاجرة فيها، فإنه يجد نفسه في كل ما هو رخيص ومُستهلك.
وفِي النهاية، يبدو أننا نحتاج إلى إعادة صياغة القيم والفضائل بمفاهيم تتناسب مع أدوات هذا الزمن. فالمشاهير الساقطون يلتقطهم من هم على شاكلتهم، ولكن يُذاع صيتهم بسرعة لأسباب كثيرة من ضمنها جهل الجمهور بأهمية السِتر والقيم الذاتية والاجتماعية والخصوصية وضرورة التجاهل لكل ما هو غير مفيد ونافع. وغيرها من المفاهيم، التي تغالطت على الكثير ليقعوا ضحية الحماقة، التي عززت لكل أحمق ومُضطرب وغيور ومتمرد وغيرهم ممن يقتاتون على فُتات الشُهرة.
@FofKEDL