على مر السنين، شكل «التطوع» علامة مميزة للمجتمع السعودي على كافة الأصعدة، بدءا من الحفاظ على البيئة وانتهاء بمد يد العون للمحتاجين، وأصبح أحد أعمدة صناعته وسببا في تعزيز ترابطه وتلاحمه من خلال خدمات يوجهها المجتمع، ومبادرات شخصية تقوم على أساس التراحم، للفوز بالأجر والثواب من المولى - عز وجل - ورضا المجتمع دون عائد مادي.
ركزت المملكة جهودها على تنشيط القطاع غير الربحي في مجالات الإسكان والصحة والتعليم والبحث وغيرها، عبر تنفيذ مجموعة من البرامج والفعاليات، وأصبح الخامس من ديسمبر سنويا «اليوم السعودي للعمل التطوعي» والذي يحتفل به منذ الأعوام الثلاثة الماضية، ثم جاءت المنصة الوطنية للعمل التطوعي كحاضنة سعودية توفر بيئة آمنة تخدم وتنظم العلاقة بين الجهات الموفرة للفرص والمتطوعين بجانب الربط «التكامل» بمركز المعلومات الوطني والوصول للفرص التخصصية ذات الأثرين الاجتماعي والاقتصادي بيسر وسهولة وفق اهتمامات المتطوع.
أسهمت المنصة الوطنية خلال فترة وجيزة وعبر خطوات تنظيمية مدروسة في ارتفاع عدد المتطوعين في عام 2020 إلى 409 آلاف و123 متطوعا ومتطوعة في أكثر من 156 ألف فرصة تطوعية مقارنة بـ 23 ألف متطوع في عام 2016، فيما قفز عدد المسجلين بالمنصة إلى 533 ألفا و950 متطوعا ومتطوعة، وزيادة القيمة الاقتصادية لتطوع الفرد من 0.6 ريال في الساعة عام 2016 إلى 21.27 ريال في الساعة.
يواصل العمل التطوعي مسيرة النمو مدعوما بزيادة عدد الجمعيات واهتمام الشباب السعودي من الجنسين بالأعمال التطوعية لتعزيز مفاهيم التكاتف والتعاون الإنساني، حتى صار «ثقافة شعب»، في وقت أصبحت المملكة طرفا فاعلا في تفعيل جهود العمل التطوعي على الصعيدين الإقليمي والدولي، من خلال إطلاقها مبادرات مهمة تقدم خدمات مجتمعية في مختلف المجالات الإغاثية والصحية والتعليمية والبيئية والثقافية.
التطوع نابع عن خلق العطاء العظيم ويعتبر عملا ساميا وجميلا وممارسة تتطلب ثقافة ووعيا بما يقدم لنا وللآخرين ويخلق روحا تعاونية بين أفراد المجتمع، وصدق الرسول «صلى الله عليه وسلم» حين قال: «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس».
@MagdyAlbanoubi