عجز السلطة
وأتت تصريحات وزير الخارجية بعد ما يقرب من شهر على آخر موقف عدائي من الطبقة السياسية الحاكمة في بيروت، وعلى الرغم مما يعيشه الشعب اللبناني الذي تمكن قادته بكل تلاوينهم السياسية من فصله عن محيطه العربي، فيما مافيات الطبقة السياسية جردته من أبسط حقوقه في العيش الكريم. لا تزال السلطات السياسية وعلى رأسها رئيس الجمهورية ميشيل عون، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي مسلّمين لأوامر زعيم الميليشيا لتقف الدولة اللبنانية عاجزة عن لجم دور «حزب الله» وإيقاف شره وإجرامه تجاه الدول الخليجية عموماً والسعودية خصوصاً، حيث يرى مراقبون عبر «اليوم» أن «الحكومة اللبنانية عجزت عن اتخاذ أية قرارات حازمة تجاه مطالب المملكة ليس فقط بتصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي، بل في قضية تصدير المخدرات وسيطرة حزب الله على المعابر الحدودية وعدم معاقبة المتورطين في التهريب».
الراعي يأسف
من جهته، قال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي أمس: «من المؤسف أن المسؤولين يتلكؤون في معالجة الأزمة الحادة مع دول الخليج». وأضاف البطريرك: «إن استنزاف الوقت يدخلنا في استنزاف اقتصادي ومعيشي، ويصعب الحل ويضر بمصالح اللبنانيين». وتابع: «لا يحق لأي طرف عندنا أن يفرض إرادته على سائر اللبنانيين ويعطل الحكومة ويخلق جو تهديد ووعيد في المجتمع اللبناني ولا يحق للمسؤولين أن يتفرجوا على كل ذلك، وهذا هو فقدان الكرامة والذل بعينه». وختم: «إذا البعض يعتبر الحياد حملا صعبا فنحن نرى فيه الحل الوحيد لإنقاذ لبنان».
سنحرر الوطن
وفي سياق متصل، غرّد الوزير السابق أشرف ريفي، على حسابه عبر «تويتر» كاتباً: «اغتيالات وتصفيات جسدية للأخصام وغزوات بقمصانٍ سود وقلوبٍ سوداء واعتداءات في خلدة وشويّا والطيونة وعراضات ميليشياوية آخرها في عيون السيمان، تحت أنظار الجميع وفي ظل صمت المسؤولين جبناً أو خوفاً أو تواطؤا». وأضاف: «مخطئ الفصيل المسلح المجرم إن اعتقد أنه قادر على تطويع كل اللبنانيين، العدالة آتية، وضعية أم إلهية». وختم: «الوطن لنا جميعاً وسنحرره بوحدة الوطنيين السياديين».
حالة شاذة
ودعا رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميّل الجيش إلى «الحضور الكثيف في منطقة عيون السيمان ليكون الحامي والضابط للاستقرار والأمن، ومنع استعراضات حزب الله التي تهدف إلى التهويل»، مشدداً على أن «تعطيل الحكومة دليل على أن حزب الله غير قادر على الإمساك حتى وحده بالبلد، فبحكومة هو شكّلها ليس قادرا على إدارة البلد»، معتبراً أن «الانتخابات النيابية يجب أن تقلب كل المقاييس وهنا مسؤولية الشعب باستعادة الأكثرية من يد حزب الله واستعادة الشرعية، فهو حالة تقسيمية ونحن في مواجهة مفتوحة معه». ولفت الجميّل إلى أن «حزب الله يُذكّر اللبنانيين في كلّ مرّة بالحرب الأهلية، وأمينه العام حسن نصرالله ذكر في مناسبات عدة الحرب الأهلية»، معتبراً أن «منطق حزب الله ميليشياوي وعسكري يحاول من خلاله فرض أجندة إيران وهيمنته على لبنان». وختم: «حزب الله حالة شاذة بين المسيحيين والدروز والسنّة وقسم كبير من الشيعة المتمسكين بلبنان فيما حالة حزب الله منعزلة لأنه يحاول جرّ لبنان إلى مكان آخر».