DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

هل الجيش الموحد ضرورة لأوروبا؟.. أمريكا لم تعد حليفا موثوقا

القارة تفتقر للإرادة والقدرة.. وفرنسا وصفت الناتو بـ «ميت دماغيا»

هل الجيش الموحد ضرورة لأوروبا؟.. أمريكا لم تعد حليفا موثوقا
هل الجيش الموحد ضرورة لأوروبا؟.. أمريكا لم تعد حليفا موثوقا
جنود من اللواء الفرنسي الألماني الذي تأسس عام 1989 ويتألف من الجيش الفرنسي والجيش الألماني (أ ف ب)
هل الجيش الموحد ضرورة لأوروبا؟.. أمريكا لم تعد حليفا موثوقا
جنود من اللواء الفرنسي الألماني الذي تأسس عام 1989 ويتألف من الجيش الفرنسي والجيش الألماني (أ ف ب)
تساءل موقع معهد «غيتستون إنستتيوت»، عن مدى واقعية إنشاء جيش أوروبي موحد.
وبحسب مقال لـ «سورين كيرن»، الزميل بالمعهد، أحيا الفيدراليون الأوروبيون الساعون لتحويل الاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة إلى دولة أوروبية عظمى، أو ما يسمى بالولايات المتحدة الأوروبية، اقتراحا عمره عقود لبناء جيش أوروبي.
وأشار إلى أن الدعوة إلى إنشاء هذا الجيش، كجزء من حملة أوروبا نحو تحقيق «استقلال إستراتيجي» عن الولايات المتحدة، يتزعمها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يأمل ضمن حملة إعادة انتخابه، أن يحل محل المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنجيلا ميركل، باعتبارها الزعيم الفعلي لأوروبا.
أمريكا ليست حليفا
وتابع: يدعي ماكرون أن أوروبا بحاجة إلى جيشها لأن الولايات المتحدة لم تعد حليفا موثوقا به، ويستشهد بأمثلة على ذلك منها السحب السريع للقوات الأمريكية من أفغانستان، الضغط المتزايد على أوروبا للانحياز إلى جانب الولايات المتحدة بشأن الصين، واستبعاد فرنسا من تحالف أمني جديد في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وأردف الكاتب بقوله: لا يتفق العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مع ماكرون. تعرف دول أوروبا الشرقية التي يواجه بعضها تهديدات وجودية من روسيا، أنه لا يمكن للاتحاد الأوروبي ولا فرنسا مضاهاة القدرات العسكرية التي يوفرها الناتو والولايات المتحدة. وتهتم دول أخرى بمجموعة كبيرة من القضايا التي تتراوح بين التكاليف المالية إلى السيادة الوطنية، بينما لا يزال البعض الآخر يعارض إنشاء هيكل مواز لحلف الناتو يمكن أن يقوضه. يبدو أن وجود جيش مشترك في الاتحاد الأوروبي لا يزال بعيدا عن أن يصبح حقيقة واقعة.
ومضى يقول: سيكون المسار المنطقي للعمل هو أن تحترم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، التي تضم 21 من أعضاء الناتو الـ 30، تعهداتها السابقة بزيادة الإنفاق الدفاعي كجزء من مساهمتها في الحلف.
وأردف: مع ذلك، فإن هذا من شأنه أن يطير في وجه أوهام العظمة للفيدراليين الأوروبيين الذين يريدون تحويل الاتحاد الأوروبي إلى قوة جيوسياسية كبرى. ونبه إلى أن مصطلح «الحكم الذاتي الإستراتيجي» استخدم في المناقشات الأوروبية حول الدفاع منذ ديسمبر 2013 على الأقل، عندما دعا المجلس الأوروبي، الهيئة الحاكمة للاتحاد الأوروبي المكونة من زعماء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة، الاتحاد إلى تحسين قاعدة صناعته الدفاعية.
ولفت إلى أن المصطلح اكتسب في السنوات الأخيرة أهمية أوسع بكثير، موضحا أن الفكرة الآن تعني أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يصبح قوة ذات سيادة مستقلة عسكريا واقتصاديا وتقنيا عن الولايات المتحدة.
جدل مستمر
ونوه الكاتب إلى أن فكرة إنشاء جيش أوروبي موحد لها تاريخ طويل من الفشل.
ومضى يقول: استمر الجدل حول بناء جيش أوروبي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. في عام 1950، اقترحت فرنسا إنشاء جيش مشترك لحماية أوروبا الغربية من الاتحاد السوفييتي دون الحاجة إلى إعادة تسليح ألمانيا. وتم التوقيع على معاهدة إنشاء ما يسمى بمجموعة الدفاع الأوروبية في عام 1952، ولكن لم يصادق عليها البرلمان الفرنسي أبدا بسبب مخاوف من أن فرنسا ستفقد سيادتها أمام هيئة صنع القرار متعددة الأطراف.
وأردف: في أواخر التسعينيات، بعد فشل الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه في منع إراقة الدماء لعقد من الحروب في يوغوسلافيا، وبعد تدخل الولايات المتحدة، دعا القادة الأوروبيون إلى إنشاء قوة رد سريع أوروبية قادرة على التصرف في الأزمات المستقبلية.
وتابع: في عام 2007، بعد سنوات من النقاش، أنشأ الاتحاد الأوروبي ما يسمى بمجموعات القتال التابعة للاتحاد الأوروبي، ويتألف كل منهما من 1500 جندي للاستجابة للأزمات، ولكن بسبب النزاعات داخل أوروبا حول التمويل والانتشار، لم يتم استخدامها مطلقا.
وأضاف: يدعو الاتحاد الأوروبي الآن المجموعات القتالية إلى تغيير علامتها التجارية لتصبح «قوة الدخول الأولى» المكونة من 5000 جندي.
استقلالية إستراتيجية
وبحسب الكاتب، لا يزال من غير الواضح لماذا يعتقد قادة الاتحاد الأوروبي أن الأخيرة ستحقق ما لم تتمكن الأولى من تحقيقه.
وتابع: على أي حال، فإن قوة بهذا الحجم ليست قريبة بما يكفي لمنح الاتحاد الأوروبي «استقلالية إستراتيجية» عن الولايات المتحدة.
وأردف: على مدى عقود، أدى السعي الأوروبي نحو «الحكم الذاتي الإستراتيجي» إلى عشرات مؤتمرات القمة والإعلانات وأوراق المفاهيم والتقارير والمؤسسات والمصطلحات والمختصرات.
ونبه إلى أن وزيرة الدفاع الألمانية أنجريت كرامب كارينباور خلصت في مقال رأي نشرته مؤخرا صحيفة بوليتيكو، إلى أن أوهام الاستقلال الإستراتيجي الأوروبي يجب أن تنتهي.
ونقل عنها قولها: لن يتمكن الأوروبيون من استبدال الدور الحاسم لأمريكا كموفر للأمن. علينا أن نعترف بأننا في المستقبل المنظور سنظل تابعين.
وأكد الكاتب على نقص القدرات الذي يعوق إنشاء الجيش الأوروبي الموحد، مضيفا: من العقبات المهمة التي تحول دون بناء جيش أوروبي هو إحجام حكومات الاتحاد الأوروبي عن الاستثمار في الدفاع. وتابع: في قمة ويلز لعام 2014 لحلف شمال الأطلنطي، وافق الحلفاء على إنفاق ما لا يقل عن 2% من ناتجهم المحلي الإجمالي على الإنفاق الدفاعي. في عام 2020، أو في 9 أعضاء فقط من أعضاء الناتو البالغ عددهم 21 بتعهداتهم، وفقا للبيانات التي قدمها الناتو.
الناتو ميت
وأضاف: الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يعد أحد أكثر المدافعين صراحة عن فكرة إنشاء جيش أوروبي، يجب أن يعرف أن وجود جيش مستقل في الاتحاد الأوروبي لا يزال بعيد المنال، رغم وصفه لتحالف الناتو أنه «ميت دماغيا».
ونقل عن المحللين جيمس جاي كارافانو وستيفانو جراتسيوسي قولهما في مقال بعنوان «مغالطة الحكم الذاتي الإستراتيجي في أوروبا»: تحتاج الدول الأوروبية إلى المزيد من القدرات الدفاعية الوطنية. وتحتاج أوروبا إلى قاعدة صناعية دفاعية قوية ومبتكرة ومنتجة، ويحتاج الأوروبيون لأخذ الأمن الجماعي ودوره في أوروبا بأكملها على محمل الجد. يمكن معالجة هذه المشاكل بشكل أفضل من خلال بناء الجيوش التي يحتاجها الأوروبيون وليس ما تريده بروكسل.
كما نقل عن بوب سيلي، أحد كبار أعضاء البرلمان البريطاني من حزب المحافظين، قوله: إذا قوض جيش الاتحاد الأوروبي حلف الناتو، أو أدى إلى انفصال الولايات المتحدة وأوروبا أو أنتج جيشا من ورق، فإن أوروبا سترتكب أكثر الأعمال إيذاء للنفس إضعافا وخطورة منذ صعود الفاشية في الثلاثينيات. جيش الاتحاد الأوروبي سيكون بمثابة نزع سلاح أوروبي.