[email protected]
لا أحد من نقادنا العرب في عصرنا الحاضر، وما سبق من عصور بإمكانه الادعاء بعدم تأثر آدابنا العربية بالأساطير اليونانية، ذلك أن الحركة النقدية العربية الحديثة تعكس ضمن ما تعكس من معطياتها تلك النتائج التي أفرزتها الاتجاهات النقدية الغربية، وهو إفراز يسترفد كما نعلم، أو يعلم بعضنا، ذلك الاتجاه الأسطوري الذي اقتبسته تلك الاتجاهات من الأساطير اليونانية القديمة، ولا شك أن اهتمامات النقاد والأدباء العرب في عصرنا الحديث وما قبله من عصور كانت تنصب في روافد تلك الاتجاهات، غير أن من الضرورة بمكان أن أبين هنا أن من أهم الأسباب التي دفعت الشعراء العرب المحدثين بالذات إلى توظيف الأساطير في أشعارهم، رغبة هؤلاء الشعراء في تقليد الشعر الغربي واتجاهاته.
وليس عيبا أن يحدث ذلك على إطلاقه، فالتقليد وارد على أي حال بين آداب الشعوب، ولكن اهتمام الشعراء العرب بالأسطورة من خلال توظيفها كطريقة لمحاكاة شعر الغرب في حد ذاته طريقة خاطئة من أساسها، فالرؤى المتمثلة في الأساطير يمكن الاستفادة من عناصرها الفنية التي تتواكب مع عناصر القصيدة العربية وتنسجم معها، وهذا ما فعله بعض الشعراء المحدثين في عالمنا العربي حينما رأوا في الأسطورة وسيلة جديدة من وسائل التعبير الجميلة التي أسهمت بجزء كبير في التعبير عن الأزمات الحياتية التي يعيش في أتونها الإنسان المعاصر.
[email protected]
[email protected]