DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

أداء الحكومة في الأزمة مع المملكة مخجل

الإمام والخطيب البيروتي الشيخ المزوق لـ^:

أداء الحكومة في الأزمة مع المملكة مخجل
*كيف تصف الإساءات المتكررة التي يقوم بها «حزب الله» وأعوانه بحق المملكة العربية السعودية ودول الخليج؟
ـ هذه الإساءات تأتي ضمن برنامج إيران في المنطقة، والذي سعت من خلاله وعلى مدى سنوات لمصادرة قرار الشعوب العربية وقامت بالفعل باحتلال 4 عواصم عربية، وهو الأمر الذي صرح به المسؤولون الإيرانيون، ولبنان واحد من تلك الدول المحتلة وهو تحت سيطرة «حزب الله» على مستوى المؤسسات والحكومات والنافذين في البلد.
*هل نجح «حزب الله» في فك ارتباط لبنان بحاضنته العربية وخاصة مع السعودية، وسط فشل السلطة اللبنانية في معالجة الأزمة؟ـ لا يمكن أن ندعه ينجح في ذلك، لبنان بلد عربي كان وسيبقى عربي الانتماء والهوية، جزء لا يتجزأ من الجامعة العربية والوطن العربي، وضمن الحاضنة العربية، ولن يكون في يوم من الأيام محافظة إيرانية ولا فارسية أبدا. إن محاولات فك ارتباط لبنان عن الحاضنة العربية لم ولن تنجح رغم سيطرة «حزب الله» على مؤسسات الدولة، ورغم خضوع عدد من زعامات أهل السنة الكبار وغيرهم في البلاد له، بل وتواطئهم معه أحيانا لكن أكثر شعب لبنان يرفض أن يكون بلده تابعا لإيران؛ يريدونه منتميا للحاضنة العربية ودائما صوت الشعب هو الأعلى والأقوى.
*كيف تقيم أداء الحكومة اللبنانية في حل المواضيع الشائكة التي طالبت السعودية بوضع حد لها، كمنع تصدير المخدرات وإيقاف التعدي اللفظي عليها؟ـ أداء الحكومة اللبنانية مخيب للآمال ومخجل ودون المستوى، فالحكومة بكل أسف لم تتعامل بالجدية والسرعة المطلوبة، ولم تفهم الرسائل السعودية رغم وضوحها الشديد، خاصة تلك التي صدرت على لسان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله الذي وصف المشكلة بأوضح عبارة فهمها كل العالم إلا حكومة لبنان. أما على صعيد عمل الحكومة لوقف العدوان اللفظي والفعلي من لبنان على المملكة كذلك لم تتخذ الحكومة الحالية أي إجراء عملي مفيد لمنع ذلك، بل بعض الحكومات السابقة كانت مشاركة في موضوع المخدرات، والإساءات المتكررة من وزراء حكومات متعاقبة خير دليل، فلا ننسى جبران باسيل الذي رفض إدانة اعتداء الحوثي الإرهابي على أرامكو وكان يومها وزير خارجية في حكومة سعد الحريري، مرورا بشربل وهبي في حكومة حسان دياب، وصولا لقرداحي، وأخيرا - ولا ندري هل سيكون آخر - التصريحات السيئة لوزير الخارجية في حكومة ميقاتي الذي برر فيها كلام قرداحي وبرر تهريب المخدرات من لبنان للمملكة، وأنكر أن تكون السعودية الداعم الأكبر للبنان ليحاول حجم الشمس بغربال، ولكن ماذا نصنع بالأعمى إذا أنكر ضوء الشمس.
*هل فعلا بات اللبنانيون يعيشون تحت حكم دويلة «حزب الله»؟ـ لبنان دولة تحكمها دويلة «حزب الله»، وذلك برضى وتواطؤ كثير من الزعامات السياسية في البلد، الذين تقاسموا المصالح مع الحزب على قاعدة يغطون سلاحه ويغطي فسادهم «الفساد مقابل السلاح»، لكن الآن الوضع تغير، موقف الشارع والناس جعل كثيرا من تلك الزعامات يعلم أنه سينتهي إذا لم يخضع لرغبة جمهوره الذي ضاق ذرعا بهيمنة السلاح.
*ما الخطوات التي يجب اتخاذها خاصة على الصعيد الرسمي، وحضرتكم من موقعكم للتوعية من مشروع ولاية الفقيه؟ـ على المستوى الرسمي السياسي كما سبق وقلت هناك خضوع وتبعية بل تواطؤ من الكثيرين، ولذلك الرهان يبقى على الناس ووعيهم، وهنا يأتي دور صنفين من الناس في صياغة الوعي والتغيير؛ السياسيون الذين تثبت مواقفهم وتاريخهم أنهم ضد مشروع الولي الفقيه على طول الخط وليس زمن الانتخابات فقط، والعلماء والمثقفون من منابرهم وصروحهم وصدعهم بالحق عليهم الدور الأكبر في التوعية والتثقيف. واسمح لي هنا الإضاءة على مسألة بالغة الأهمية؛ لا تقدر أن تثقف وتنهض بشعب جائع، لبنان الآن وعن عمد وقصد تم تجويع شعب لبنان بكل أسف لإشغاله عن مخططات الدويلة، كما حدث في اليمن والعراق وسوريا، لذا الحل يحتاج لتعقل ووعي وشمول وصياغة رؤية شاملة لحل متكامل.
*أين الدور السني في التصدي للمشروع الإيراني في لبنان، هل من عتب على أحد؟ـ العتب كبير وكبير جدا، بكل أسف أكثر زعامات أهل السنة السياسيين قدموا مصالحهم الخاصة على مصلحة طائفتهم، بعكس كل زعامات الطوائف الثانية التي كان كل عهدهم نموا وازدهارا لطوائفهم ومناطقهم، ما عدا أهل السنة، في كل فترات زعاماتنا كنا نزداد تأخرا وفقرا، وكانت وظائفنا ومواقعنا في الدولة التي حماها اتفاق الطائف والقانون وظائف الفئات الأولى والثانية والثالثة يتم بيعها من بعض زعاماتنا بكل أسف، أهل السنة في لبنان هم الأضعف والأشد حرمانا والأكثر مظلومية بسبب كثير من وزرائنا ونوابنا ورؤساء وزرائنا السنة الذين أعطيناهم أصواتنا وخانوا تلك الأمانة.
*كان لكم حديث عالي النبرة في خطبة الجمعة لتوعية الناس بما يجري في الملف السعودي ـ اللبناني، ألا تخشون من ردة فعل «حزب الله»؟ـ يملك «حزب الله» القوة والسلاح و100 ألف مقاتل كما ادعى أمينه العام، وكل السياسيين وكل الزعامات تخشى سطوة ذلك السلاح ولذلك خضع الجميع. أما نحن فنقول كما قال الله الكبير المتعال «والله غالب على أمره»، ونستودع الله أنفسنا هو الولي الحفيظ نحن لم ولن نخضع لـ«حزب الله» ولا لغيره بإذن الله نقول الحق إرضاء للحق سبحانه، وإن كلمة الحق لا تدني أجلا ولا تعجل بلاء والله سبحانه حسبنا ونعم الوكيل هو ولينا ومولانا.
*ما مدى حاجة لبنان إلى نزع سلاح «حزب الله»؟نزع سلاح «حزب الله» بالقوة يعني حربا أهلية ودما سيعم كل لبنان وكل طوائفه، لا طاقة لأحد به، لذلك أنا وكل عقلاء بلادي نرفض هذا الطرح من أصله، الحل برأيي ورأي جميع العقلاء والمثقفين في لبنان يكون في التركيز على الانتخابات القادمة، وذلك بدعم عربي ودولي للأحرار فيها للحصول على أغلبية برلمانية منتمية للحضن العربي، أما نزع السلاح بالقوة فثمنه دم كثير سيدفعه كل شعب لبنان من كل الطوائف لسنوات طويلة سنعرف متى بدأت ولكن ربما لا نعرف متى ستنتهي.
*نتيجة إلى مسار الأحداث التي تجري.. هل تعتقد أن الانتخابات النيابية والرئاسية ستحصل؟ـ أتوقع حصول الانتخابات في موعدها، ولكن ذلك رهن بالتطورات الكبرى، فإذا استطعنا تمرير المرحلة دون تصعيد داخلي ودون حدث أمني كبير فنعم أتوقع حصولها بإذن الله، ولكن الأهم هو أن ننجح في تلك الانتخابات وحتى ننجح نحتاج لدعم عربي ودولي بأن تكون الانتخابات بمراقبة ورعاية دولية وأممية صارمة، لبنان يحتاج برلمانا ورئيس جمهورية ورئيس وزراء ورئيس نواب انتماؤهم عربي، وهذا يحتاج لعمل جاد وليس للتمنيات.
*هل تعتقد بعد انتفاضة 7 أكتوبر أن الأمل في التغيير في الانتخابات النيابية قادم؟ـ انتفاضة 17 أكتوبر لم تفشل ولم تتوقف، ولكنها محبطة لأسباب كثيرة، وكلها أسباب محقة فهذه الثورة ظُلمت بشكل كبير، أما الانتخابات النيابية القادمة فالأمل سيكون موجودا إذا وجد دعم عربي وغطاء دولي، وإذا لم يحصل ذاك فلا أمل أن تغير الانتخابات القادمة شيئا كما قلت سابقا.
*ماذا تقول في محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي؟ـ تندرج ضمن سياسة تكميم الأفواه بالقوة، ورسالة لكل من يعارض سياسة إيران، ولذلك رأينا كثيرا من الزعامات في الدول المكشوفة مثل لبنان باعوا مبادئهم وخضعوا لحزب الله، أو داهنوه، وفي كثير من الأحيان تحالفوا معه، وسؤالك الكريم هذا يجيب عن السبب الحقيقي «لماذا لا نسمع كثيرا ممن يجهر بكلمة الحق في بلد مثل لبنان»، فهم حقيقة لا سند لهم بعد الله إلا إيمانهم ويقينهم.
كلمة أخيرة تود توجيهها..
ـ الكلمة الأخيرة أوجهها للقيادة السعودية.. أشكرها على ما قدمته من عطاء كبير للبنان، وعلى صبرها على سفهاء بلادي من وزراء ونواب ومسؤولين، كما أوجه دعوة كريمة لها لتكون القرارات السعودية الأخيرة هي البداية لعمل جاد ليُبنى بلدي لبنان من جديد ويُبنى بشكل صحيح لبنان ممتلئ بالأحرار ونحن نحتاج رعاية المملكة وقيادتها الحكيمة الآن ودائما، ونريدها بشكل كبير في الانتخابات القادمة لتتم إقامتها برعاية عربية ودولية، لنعيد معا لبنان إلى حضنه العربي كما كان وطنا لكل أبنائه، سيدا حرا مستقلا آمنا موحدا.
المملكة قدمت عطاء كبيرا للبنان وصبرت على سفهاء بلادنا
لبنان عربي الانتماء والهوية والشعب يرفض التبعية لإيران
رؤساء الحكومات الذين أعطيناهم أصواتنا خانوا الأمانة
فك ارتباط لبنان عن الحاضنة العربية لن ينجح رغم سيطرة الميليشيا
تم تجويع الشعب عن عمد لإشغاله عن مخططات دويلة «حزب الله»
يؤكد إمام وخطيب مسجد في بيروت، الشيخ أحمد مصطفى المزوق، أن «محاولات فك ارتباط لبنان عن الحاضنة العربية لن تنجح رغم سيطرة «حزب الله» على مؤسسات الدولة»، مشددا على أن «شعب لبنان يرفض أن يكون بلده تابعا لإيران؛ يريدونه منتميا للحاضنة العربية ودائما صوت الشعب هو الأعلى والأقوى».
ويعلق على تعاطي الدولة اللبنانية مع الأزمة السعودية ـ اللبنانية، قائلا: «أداء الحكومة اللبنانية مخيب للآمال ومخجل ودون المستوى، فالحكومة بكل أسف لم تتعامل بالجدية والسرعة المطلوبة ولم تفهم الرسائل السعودية رغم وضوحها الشديد».
ويجزم في حوار خص به (اليوم)، أن «لبنان دولة تحكمها دويلة حزب الله»، لافتا إلى أن «أهل السنة في لبنان هم الأضعف والأشد حرمانا والأكثر مظلومية بسبب كثير من وزرائنا ونوابنا ورؤساء وزرائنا السنة الذين أعطيناهم أصواتنا وخانوا تلك الأمانة»، ويوضح أن «نزع سلاح حزب الله بالقوة يعني حربا أهلية»، مضيفا: «الحل يكون في التركيز على الانتخابات القادمة وذلك بدعم عربي ودولي للحصول على أغلبية برلمانية منتمية للحضن العربي».
وإلى نص الحوار..