قالت الأستاذ المساعد في علوم الحاسب والذكاء الاصطناعي، بجامعة جدة د. إيمان الظاهري إن إطلاق مشروع مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية، نقلة نوعية على جميع الأصعدة، وتسهم في تحقيق مستهدفات برامج تحقيق رؤية 2030، إذ تتميز المدينة بوجود بيئة تقنية تواكب التطورات العالمية، وبمواصفات عالية داعمة للشباب والمبدعين في الابتكار من خلال برامج التدريب والإمكانات المتطورة التي ستكون فيها.
وأكدت أن المدينة تحقق مستهدفات برنامج التحول الوطني وبرنامج تطوير الصناعة الوطنية، عن طريق مركز الإبداع المختص في العلوم والتقنية والأنظمة المتطورة، مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات، إضافة إلى تحقيق جودة الحياة عن طريق استحداث البيئة اللازمة للتميز والإبداع والأنشطة الثقافية والترفيهية، من خلال معهد ومعرض الفنون والمسارح وفنون الطهي والمساحات الخضراء، التي تمتد على أكثر 44 % من المساحة الإجمالية للمدينة.
ذكر المستشار في قطاع الموارد البشرية والتدريب والتنمية الاجتماعية عبدالقادر مكي أن المشروع يهدف إلى احتضان المؤسسات غير الربحية المحلية والعديد من المجاميع الشبابية والتطوعية في المملكة، مشيرا إلى أن هذه المدينة تسهم في دعم الابتكار وريادة الأعمال وتأهيل قيادات ورواد المستقبل، لما توفره من فرص وبرامج تدريبية للشباب والفتيات، وما تضمه من خدمات تساهم في إيجاد بيئة جاذبة للمستفيدين من أنشطة المدينة، التي تتبنى مفهوم التواؤم الرقمي.
وقال إن المدينة تحتضن العديد من الأكاديميات والكليات والمدارس، إضافة إلى مركز للمؤتمرات ومتحف علمي ومركز إبداع يسهم في تحقيق طموحات المبتكرين في العلوم والتقنية بالأنظمة المتطورة مثل الذكاء الصناعي وإنترنت الأشياء والروبوتات، ومعهد ومعرض للفنون ومسارح لفنون الأداء ومنطقة ألعاب ومعهد لفنون الطهي بالإضافة إلى مجمع سكني متكامل، مشيرا إلى أن المدينة تعمل على استقطاب رؤوس الأموال الجريئة والمستثمرين ذوي المساهمات المجتمعية حول العالم.
صورة ذهنية رائدة للعمل المجتمعي
أكد المستشار في مجال القطاع غير الربحي والإنساني أحمد أبو حسان أن المشروع يحقق مستهدفات حكومتنا الرشيدة في تنويع اقتصادها الوطني، والاعتماد على مصادر دخل أخرى نوعية غير تقليدية مستندة على الرؤية 2030 التي تحقق التنمية المستدامة من خلال بناء تفاعلي بين القطاعات غير الربحية التي تعتمد في تحقيق التنمية على المعرفة والابتكار، لتوفير فرص العمل المميزة والمحافظة على الموارد، بالإضافة إلى تعزيز الموقع التنافسي للدولة في مجال خدماتها الإنسانية ودعم الابتكار وبناء قيادات المستقبل.
وأضاف إن المشروع يعد نقلة نوعية على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي، كونها مدينة رائدة وفريدة ببيئتها المستدامة وبنيتها التحتية المتكاملة لتعزيز القطاع غير الربحي، إضافة إلى انعكاسها بشكل مباشر على المستفيدين، من خلال تحقيق الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية والتنمية المستدامة.
وأشار إلى تأثير هذا النموذج التنموي، بشكل عام، على المجتمع، وبشكل خاص على المؤسسات غير الربحية، التي سيضيف لها ميزة نوعية وتخصصية. وقال إن المدينة تمثل نموذجا يحتذى به في مجال احتضان المبادرات التطويرية، التي تساهم في بناء صورة ذهنية رائدة للعمل غير الربحي، وتحقيق مكتسبات رائدة، إضافة إلى رفع مستوى الاستفادة من هذا القطاع، وتحويل المستفيدين من مرحلة الاحتياج إلى الإنتاج، متسلحين بمهارات العمل التي تواكب متطلبات العصر الحديث.
تطوير العمل المدني إقليميا وعالميا
أوضح الأكاديمي والمهتم بالعمل الخيري د. عبدالله الفهد أن مشروع المدينة غير الربحية يعكس اهتمام المملكة، بهذا القطاع، ودعم جمعيات النفع العام، مشيرا إلى أن وجود عدد من الجمعيات في موقع واحد سيطور العمل المدني وغير الربحي بمؤسساته، إقليميا وعالميا، ويسهل التواصل بين هذه المؤسسات والجهات المشرفة عليها.
وأضاف إن المدينة ستحتضن المجاميع والجمعيات الشبابية ومؤسساتها، مما يسهل على الباحثين الالتقاء وتطوير هذه المنظومة، وبالتالي فإن العمل التطوعي وغير الربحي سيشهد تطورا سريعا.
نقلة نوعية على جميع الأصعدة
أوضح المتحدث الرسمي لجمعية البر بالمنطقة الشرقية ومساعد الأمين العام للاتصال المؤسسي فيصل المسند أن مشروع المدينة غير الربحية سيحقق تطلعات القطاع، بالمملكة، مشيرا إلى أن جمعية البر بالشرقية، والتي تدعم أكثر من 50 ألف أسرة بالمنطقة، ستستفيد من هذه المبادرات التنموية التي تطلقها رؤية ولي العهد الطموحة في تنمية وتطوير أعمالها والمستفيدين من خدماتها.
وقال إن هذه المبادرة تهدف لتطوير قطاع العمل غير الربحي، من خلال إنشاء مدينة حاضنة للعديد من المجاميع الشبابية والتطوعية وكذلك المؤسسات غير الربحية المحلية والعالمية، مما سيضخ دماء جديدة، لهذا القطاع الحيوي، ويدعم فرص التطوع ويحفز المشاريع التنموية، ويستقطب المتبرعين، إضافة إلى استضافة رؤوس الأموال الجريئة والمستثمرين ذوي المساهمات المجتمعية حول العالم، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والمعرفة بين الجهات غير الربحية بالمملكة والجهات المماثلة العالمية، وسيوفر مشروع المدينة مساحة آمنة ومحفزة لمساهمة القطاع الخاص، ويسهم في نجاح ونشر ثقافة المبادرات والبرامج التنموية.
مساحة لتبادل الخبرات والمعرفة
تحقيق طموحات المبتكرين
قالت الباحثة والمستشارة في الأمن السيبراني الأستاذ المساعد في جامعة طيبة د. فاطمة الحربي إن المدينة نموذج ملهم في مختلف المجالات وخصوصا في الابتكار والأبحاث والتقنية، إذ إنها مدينة رقمية ذكية حاضنة للصناعات المتطورة في مجالات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء. وأضافت إن المدن الرقمية بصفة عامة تهدف إلى تعزيز مبدأ جودة الحياة من خلال توفير بيئة رقمية صديقة للبيئة ومحفزة للإبداع والابتكار، وتساعد هذه المزايا في تحسين كفاءة استهلاك الموارد الطبيعية والبشرية مما يعزز تحسين المخرجات الاقتصادية والاجتماعية، والبيئية، والثقافية.
وأكدت أن المدن الرقمية الذكية هدف أساسي تسعى إلى تحقيقه دول العالم المتقدمة لما له من منافع عظيمة على المجتمعات، فعلى سبيل المثال، أطلق عدد من دول الاتحاد الأوروبي في عام 2019 مشروع بناء أكثر من 70 مدينة رقمية ذكية، حسب تقرير نشرته الأمم المتحدة، وأشارت إلى أن 70 % من سكان العالم سيعيشون في هذه المدن بحلول عام 2050.
مدينة رقمية حاضنة للتطور والإبداع