هذا النشاط والحيوية لا يقفان عند سرد النكت وتوصيف الحالات اليومية في عملها وأنشطتها، بل يقفان على برامج منوعة قادرة على تفكيكها وتوظيفها فنيا ليكون الممثل بديهته الحاضرة وذهنيته القريبة من خصوصيات المجتمع، لتكون مقاطعه المسرحية مطوعة للأداء التمثيل أو للستاند آب الفردي مع تجهيزه بأشكال عميقة على مستوى تهيئة الفكرة وتوافقها مع الجمهور ومدى التواصل معه ومع الفضاء بشكل عام.
فقد تحمل بيت الكوميديا مهمة احتواء المواهب بفتح تجارب الأداء الكوميدي التمثيلي وستاند آب، وفتح منافذ التعبير لها وتوجيهها وتعميق نصوصها، التي لا تخدش ولا تسخر ولا تعتدي ولا تتنمر ولا تتجاوز حدود الإبداع في الكلمة والتنفيذ لتكون قادرة على انتشال الضحكات واقتناص ابتسامات نابعة من القلب وهادفة للتغيير من السلوكيات السلبية، لتبتعد عن السطحية وتكتسب الحرفية، التي تستطيع أن تطور عند كل المواهب ملكة الإضحاك وبدورها تطور الممثل والكاتب والسيناريست وتحمله مسؤولية ما يقدم من خلال بحث عينات جمهوره والقرب من ثقافاتها الفهمية في التلقي والتواصل، بما يضيف أيضا لدى الجمهور حالة وعي تحمل رؤى ذلك التواصل شغف الانتماء لتلك الحلقات الفنية الكوميدية.
فبيت الكوميديا ترك مساحة واسعة للتفاعل مع الجمهور اختار لها أن تكون ممنهجة لتقبل الأفكار والمقترحات بعيدا عن التهريج والاستخفاف بأسلوب ينمي لغة الفنون ويخلق بينها روابط متماسكة.
بيت الكوميديا بوصفه أول ناد كوميدي في المنطقة الشرقية ناشط على مدار السنة استطاع أن يكون الأقرب بثقة تزايدت وخطط عمل عززت شغف التعاون لتمرير رسائل التواصل والتنمية والمحبة والانتماء للثقافة بفرح امتزج بالمتعة، من خلال عشرات العروض الكوميدية والستاند آب خلال هذه الأعوام القليلة الماضية آخرها الـ ٢٥ عرضا في موسم كروز الترفيهي.
@yousifalharbi