إن نجاح بعض التجارب العالمية والعربية اعتمد على الاهتمام بتطبيقات جودة مؤسسات التعليم العالي، ودراسة السبل الكفيلة بتحقيق دورها التنموي وهو من الأهمية بمكان، لا سيما في ظل التحديات المعاصرة التي تواجه المجتمعات العربية وضرورة مواجهتها بحلول إبداعية غير تقليدية تراعي الظروف الحياتية، والمتغيرات المحلية والإقليمية والدولية، ووضع الطالب في بؤرة الاهتمام من أجل بناء مجتمع يتعلم ويفكر.
ولن يتسنى ذلك إلا بالمراجعة المستمرة للخبرات والنظم العالمية في مجال مؤسسات التعليم، حيث أصبح التطوير ضرورة ملحة فرضتها التغيرات العالمية المعاصرة والتحديات الخارجية والداخلية، ولذلك قامت العديد من مؤسسات التعليم العالمية والعربية بتطوير أدائها وتحسين وضعها من خلال الاهتمام بالشراكات مع المؤسسات الدولية وإجراء المقارنات المرجعية، ومراجعة أنظمتها من أجل التصدي للمنافسة الشديدة مع غيرها من المؤسسات.
وفي المملكة العربية السعودية تم إطلاق برنامج تنمية الموارد البشرية ضمن برامج رؤية المملكة 2030، وكذلك أنشئت هيئة تقويم التعليم والتدريب من قبل المجلس الأعلى للتعليم في المملكة لتتحمل مسؤولية وضع المعايير واعتماد المؤسسات والبرامج في مراحل التعليم المختلفة.
والجدير بالذكر أنه ما زال المجال واسعا أمام مؤسسات التعليم لبذل قصارى جهودها بالعمل الجاد في سبيل حصولها وحصول برامجها على الاعتماد وتحقيق مراتب متقدمة في التصنيفات العالمية، فالأمر يحتاج إلى المثابرة والعمل الدؤوب وليس فقط الوقوف عند حد الإعلانات والشعارات دون التطبيق الفعلي لها.
وخلاصة القول: لن يتحقق التقدم والتنمية، ولن يتحقق الاعتماد والترتيب المتقدم في التصنيفات إلا إذا تم تطبيق الجودة بكل الوسائل والأخذ في الاعتبار كافه المبادئ الكفيلة بتطبيق الجودة ونجـاح إدارة الجـودة الشـاملة، إذ يعد العمـل وسـيلة مهمـة لاندماج العـاملين لتحقيق الجودة لأنـه مهمـا تكـن كبـيرا أو متمكنـا في التنظـيم فـإن عظمتـك ومكانتـك لا تتجسـد في فرديتـك إنمـا في نجـاح المنظمة وكونها كيانا واحدا وشاملا، ففريق العمل هـو مجموعـة مـن الأفـراد تكـون مهـاراتهم مكملة لبعضـها الـبعض ملتـزمين بالهـدف العـام ومـوجهين أداءهـم نحـو الغاية والهدف المراد تحقيقه من أجل تحقيق الجودة كخطوة كبيرة على طريق التنمية والتقدم العلمي.
@Ahmedkuwaiti