ولد الفنان أحمد راضي السبت في الأحساء منتصف أربعينيات القرن الماضي وفيها تلقى تعليمه ثم عمله معلما للتربية الفنية. منطلقاته المبكرة كانت مع نادي الجيل، الذي مثله في معارض تنظمها الرئاسة العامة لرعاية الشباب ومكتبها في الأحساء، ثم مشاركاته في معارض جمعية الثقافة والفنون بالأحساء، التي كانت مكانه الفني والثقافي، فرسم كثيرا من أعماله أثناء عمله فيها. تتجه أعماله المبكرة إلى الإنسان والمكان وإلى الزرع وكائنات حية كالأسماك والطيور وبعض الحيوانات كالجمال. أعماله لا تخلو من شاعرية نلمسها في معالجاته اللونية المتناغمة وخطوطه اللينة الحالمة، الأزرق بكل صفائه، والأخضر في نشوته ونمائه، والأصفر في إشعاعه. في لوحته كل الألوان الموحية بحياة وفرح وتفاؤل. انفتح على تيارات الفن واستفاد منها ولم يتبع في أعماله سوى ما يعبر عن فكرته في علاقة الإنسان بالطبيعة والكون والمخلوقات الأليفة، التي كانت قريبة منه. وجه فتاة حالمة تحفه الورود، أو امرأة تحمل ماعزا أو طيرا أو امرأتان تتحادثان. بيوت تتجاور لتمثل عند الفنان حكاية مستعادة من حياة عاشها، ويتذكر تفاصيلها. يستعيد أماكن تراثية وحكايات وهو الذي وُصف في أحيان بالراوية، عرفنا عن السبت قدرته في التعبير الشفوي واستعادة حكايا وقصص اجتماعية وتاريخية. كان يجمعنا خلال الأعوام الأخيرة ملتقى سنوي نظمه الفنان محمد الحمد، وكان وجود السبت رئيسيا، وحضوره يعني عرض بعض أعماله الأحدث. كانت ملامح تغيير في الأداء الفني والاشتغال الذي بدا أكثر بساطة واختزالا في الشكل أو اللون. يستعيد في أعماله صورا لا تخضع إلا لقانون عمره وحبه للفن وممارسته. كان شغف الفنان بالرسم كبيرا، همه أن يرسم، مستمتعا بلون يختاره أو خط يشعل عنده حرارة التعبير، أو فكرة تستعيد شيئا من ماض وحياة وصفاء روح.
[email protected]