ذكر المتحدث الرسمي لتعليم المنطقة الشرقية سعيد الباحص أن إدارة التعليم استعدت لعودة الاختبارات منذ وقت مبكر عبر التأكد من استعدادية المدارس خاصة بعد أكثر من سنة ونصف انقطاعا عن الاختبارات الحضورية، مشيرا إلى أن نحو نصف مليون طالب وطالبة هذه الأيام يجرون اختباراتهم عبر 1819 مدرسة ومتابعة أكثر من 30 ألف معلم ومعلمة من 11 مكتبا تعليميا، مشيرا إلى أن المدارس ملزمة بتهيئة مصادر التعلم وتوفير الإنترنت فيها، لأي طالب يواجه صعوبة في الدخول للاختبار أو أي عوائق تواجه الأسرة في الدخول على المنصة، عبر إتاحة الدخول من خلال موقع المدرسة، وهي مصادر التعلم المهيأة بلجان وقاعات خاصة مزودة بالإنترنت، حتى يؤدي الطالب الاختبار بشكل مباشر، حيث أحضر العام الماضي عدد من أولياء الأمور أبناءهم للمدارس لتأدية الاختبارات، بسبب عدم توفر إنترنت في المنزل.
وأكد أن أولياء الأمور شركاء في نجاح الأبناء، ويجب عدم الضغط على الأبناء، حيث لا بد من فهم أن الاختبار أداة قياس، والمحصلة النهائية لا تفهم أنها المصير النهائي لحياة الطالب، وإنما تقيس مدى المهارات التي يمتلكها الطالب، وتساعد الجهات المعنية ومنها التعليم على قياس وصول الطالب إلى مهارة معينة، وتُعين صاحب القرار على اتخاذ بعض الخطوات المهم في المناهج، أو الإستراتيجيات الخاصة بتعليم الطالب، فالأسرة عنصر أساسي في تهيئة الأجواء المناسبة للطلاب والطالبات لتأدية الاختبارات بكل يسر وسهولة، وينعكس إيجابيا على التحصيل الدراسي.
وذكر الباحص أن المؤشرات حتى الآن تبشر بخير ولا يوجد أي حالة سجلت كحالة تعثر في أداء الاختبار سواء صحي أو غير ذلك، مشيرا إلى أن هناك برنامجا اسمه التهيئة الإرشادية وهي خاصة بتوعية الطلبة والأسرة وبرنامج الهاتف الاستشاري من 8 صباحا وحتى 2 مساء ويشرف عليه متخصصون من الجانب النفسي والتربوي والمهني كهاتف ثابت أو واتساب، وكذلك هناك برنامج الأب الموجه برنامج مساند للطالب والطالبة في المنزل، وهناك برنامج آخر اسمه برنامج فتيان الإرشاد بحيث نختار مجموعة من الطلبة المميزين ليكونوا عونا لزملائهم في التغلب على القلق.
الاهتمام بالدراسة كعلم وليس درجات
أوضحت مديرة مركز الإرشاد الجامعي بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالدمام د. عبير الرشيد أن دور الأسرة في التقليل من القلق لا يبدأ في فترة الاختبارات بل منذ طفولة منذ السنوات الخمس الأولى، فأساليب التربية الخاطئة هي من تعزز لدى الطالب القلق لأن الطفل منذ سنواته الأولى في الدراسة يرتبط ارتباطا جذريا من أسرته «يجب عليك»، وبالتالي تعزز مع فترة التعليم فكرة الكمالية المطلقة لدى الطلبة ويبدأ يستشر أن الدراسة أهمية في الحصول على الدرجات وليس تعلما وفائدة علمية، وبالتالي تبدأ لديه المخاوف، لهذا نؤكد على الأسر ضرورة الاهتمام بالدراسة كعلم وليس درجات، مبينة أن كثيرا من الأسرة لا يهتم سوى بالدرجات لو لم يستفد الطالب من العلم، لذلك عندما يعود الطالب أو الطالبة من الاختبار فإن أول سؤال يواجهه: كم أخذت من درجات؟ كما أن هناك سلوكيات خاطئة تتمثل في المقارنات بين الإخوة والزملاء لذلك لا بد من معالجة هذه السلوكيات من جذورها.
وأضافت إن الطلبة في الاختبارات قسمان: قسم يحتاج إلى التحفيز بعبارات إيجابية وليس تخويفا، وفريق آخر يحتاج إلى التهدئة والتطمين لأنه خائف، وهذا لا يحتاج إلى تحفيز.
وقالت د. الرشيد إن دور الأسرة أساسي في التقليل من القلق المصاحب للاختبارات، وهناك نوع من القلق وهو قلق الاختبارات، وفي بعض الأحيان تؤكد الأسرة أو الطالب أن الاختبارات مهمة، وهي كذلك ولكن ليست خطرا، فالإنسان يفرز هرمون الخطر في المواقف الخطرة، ولكن ليست في الأشياء المهمة، مشيرة إلى أن الأسرة لا تركز على مخرجات التعلم، بحيث إنه من الممكن أن يكون الطالب ناجحا بنسبة عالية ولكن لا يمتلك مخرجات تعلم جيدة أو مهارات، وهذا بسبب نظرة الأسرة على النتيجة النهائية، مؤكدة أن الأسرة هي المثال الأول والأبناء يتعلمون منها فيبدأون بالتركيز على الدرجات، دون النظر إلى المخرجات المكتسبة.
وأوضحت أن المرشد الطلابي يلعب دورا مهما في المدارس طوال العام، ومن المهم أن يكون مختصا في الجانب النفسي، لأنه في حال لم يكن مختصا مهما اجتهد لن يكون بنفس كفاءة المختص، وكذلك لا بد أن يكون دور المرشد الطلابي طوال العام، ويجب أن يكون له دور معروف في كل الفعاليات بالمدرسة، ويبرز هذا الدور على أرض الواقع، مشيرة إلى أنه لو كان الدور الخاص بالمرشد الطلابي مفعلا طوال العام فإن الطالب حين شعوره بالتوتر أو القلق سيتوجه مباشرة للمرشد، ودليل ذلك أن هناك طلابا يتوجهون لمعلمين آخرين بسبب أنهم يجدون فيهم الأمان، لعدم بناء علاقة المرشد الطلابي منذ البداية.
وأشارت إلى أنها مرت بها حالة طالبة أصيبت بحالة هلع قبل الاختبار، وتوجهت مباشرة لها، لعملها بتخصصها في الجانب النفسي، مؤكدة أن دور المرشد الطلابي المتخصص مهم جدا منذ البداية، وقد يكون سببا في نجاح شخص، ودور المرشد يجب أن يفعل قبل وأثناء وبعد الاختبارات.
الابتعاد عن التكدس داخل الفصول
بيَّن رئيس قسم الأمراض المعدية في مجمع الدمام الطبي د. شهاب أحمد السليمان أن التطعيم ساهم في حماية المجتمع من فيروس كورونا، وهذا ساهم في تقليل الخطر من حيث الإصابة، لا سيما أن الطلبة ليس لديهم معرفة كبيرة بكيفية الوقاية والابتعاد عن الازدحامات مشيرا إلى أنه لم تصلهم حالات إصابة في المدارس، وأنه يوصي الطلبة دوما في حال كان يعاني حرارة أو أمراضا تنفسية فيفضل أن لا يحضر للمدرسة خصوصا أن المدارس فيها ازدحام كبير، واحتكاك بين الطلبة مما يسهل انتشار الأمراض التنفسية، فينصح أن يحصل الطالب المريض على الإجازة، وأوصى بضرورة التزام الطلاب وأسرهم بمكافحة العدوى، ومنها غسل اليدين، والنظافة، للوقاية من انتقال الأمراض.
وأكد ضرورة توفير المعقمات في المدارس وخصوصا فترة الاختبارات، حيث إن البكتيريا تنتقل من اليد، وضرورة وضع مسافات بين الطلاب وعدم وضع أعداد كبيرة من الطلاب في فصل واحد، وخصوصا في مثل هذه الفترات التي يتقابل فيها الصيف بالشتاء وهي فترة الأمراض التنفسية، وأوصى بضرورة أخذ تطعيمات الإنفلونزا الموسمية لخطورة هذا المرض، وخصوصا أنها آمنة مع لقاحات كورونا ولا تسبب أي أعراض جانبية، وهناك حملات في وزارة الصحية لإعطاء التطعيمات، ومؤكدا أن هذا اللقاح يغطي جميع أنواع الإنفلونزا.
التغذية مهمة.. والسهر فكرة شائعة خاطئة
ذكر أخصائي التغذية العلاجية في شبكة الدمام الصحية فهد الشهري أن التغذية مهمة في صحة الطالب بسبب مساهمتها في الحفاظ على التركيز وكذلك الوعي التغذوي وأن يكون هناك تنويع في الوجبات بحيث تشمل الكربوهيدرات والبروتينات والدهون المفيدة والابتعاد عن الوجبات السريعة، وكلما كان الأكل صحيا كان التركيز عاليا، كذلك الطلبة حتى عمر سنة يحتاجون إلى كمية بروتين معتدلة، ويحتاجون إلى الكالسيوم والحديد والفيتامينات ما بين 5 - 6 مرات في اليوم.
وأوضح أن الأسرة لها دور أساسي كذلك في التغذية، وأن جميع المراكز الصحية حاليا أصبحت بها عيادات تغذية، ولا بد من التوجه لها للحصول على معلومات، مبينا أن الطلاب المصابين بالسكر أو بعض الأمراض الأخرى فإنهم يحتاجون إلى تغذية خاصة، وهذه التغذية تؤثر عليه في وقت المذاكرة وفي وقت الاختبارات، حيث إن مصابي السكري إذا لم يقسموا وجباتهم اليومية بشكل صحيح، فإن ذلك يؤثر على ارتفاع الأنسولين وانخفاضه وبالتالي يؤثر على القدرة في التركيز.
وأشار إلى أن هناك عادات خاطئة تنقسم إلى حين وجود الطالب في المنزل ووقت المذاكرة، ووقت الاختبار في المدرسة، ومنها السهر الذي أصبح فكرة شائعة عند أغلب الطلاب للمذاكرة، والتركيز وجمع معلومات أكثر، موضحا أن السهر عملية عكسية حيث إن المذاكرة بشكل أكبر في حين وجود قلة نوم، لن تعكس تركيزا عاليا، إضافة إلى أن الوجبات المهدرجة التي يلجأ لها الكثير من الطلاب وقت الاختبارات لا ينصح بها، بل ينصح بالوجبات الصحية، وضرورة الإفطار صباحا قبل الخروج للمدرسة، والشائع بين الطلاب هو الإفطار بعد الاختبار، وذلك غير صحيح ولا ينصح به.
أخذ الحالات الصحية بعين الاعتبار
قال المختص التعليمي بادي المطيري إن هناك حقوقا للطلبة أبرزها معرفة أماكن جلوسهم في القاعة منذ وقت مبكر وآلية الاختبار والإجراءات المتبعة، مشيرا إلى أن مراعاة الحالات الصحية لدى الطلبة ضرورة يجب أخذها بعين الاعتبار، فبعض الطلبة لديهم ضعف في النظر، وبالتالي أشعة الشمس قد تؤثر على وضوح الاختبار لديه، ومن حقه طلب المساعدة بهذا الشأن، كذلك على الملاحظ داخل القاعة أن يكون الخط الرئيسي للطلبة بحيث يقدم لهم عبارات تحفيز والابتعاد عن عبارات التهديد، ومن حق الطالب أن تكون القاعة هادئة.
وأضاف المطيري إن من الأخطاء التي يقع فيها الطلاب، وخصوصا بعد الخروج من المدرسة، مصاحبة بعض الأصدقاء قبل الذهاب للمنزل، وقد يصحب ذلك خطورة، إضافة إلى عدم تهيئة كافة المستلزمات قبل الذهاب للمدرسة، وذلك يعد من أدوار الأسرة كونهم الخط الأول، ثم دور المدرسة، مشيرا إلى أن المدارس دائما توفر الأقلام، وكذلك الأدوات اللازمة، وكذلك من الأخطاء السهر الذي ينعكس أثره على الأداء في الاختبارات.
سكان الفرسان: الإنترنت ضعيف والمدارس بعيدة
ذكر عبدالمجيد الزهراني أحد سكان حي الفرسان أن مشكلة النت في الحي مستمرة، وهذا يجعلهم ينقلون أبناءهم لأحياء أخرى تحسبا لأي انقطاع، ولدي أخ يدرس صف سادس ابتدائي ينقطع النت لديه أحيانا في الدرس، وبالتالي يؤثر ذلك على الفهم، وللأسف الألياف لا توجد في الحي، مشيرا إلى أنهم اشتركوا في جميع شرائح الاتصالات كنوع من المحاولات كذلك ينتقلون أحيانا إلى حي الضاحية لأن الإنترنت فيه ممتاز، وأنه لا يوجد بالحي مباني مدارس حكومية، وإنما مستأجرة، وكذلك لا يوجد مدارس ثانوية، ولا يوجد مدرسة قريبة. وأكد أن التخوف لدى الطلاب من كثرة الاختبارات الفصلية.
وبين أن حي الفرسان يعاني ضعف النت، وكذلك المدارس، مشيرا إلى أنهم يضطرون لنقل أبنائهم إلى مواقع أخرى للحصول الإنترنت، وحاولوا عدة مرات ولكن لا جدوى.
مسؤولية كبرى على الآباء والأمهات
حمل المختص النفسي والمستشار الأسري والباحث في العلاقات الاجتماعية فهد القرني الآباء والأمهات المسئولية في تخويف الطلبة بسبب طريقة التعامل وقت الاختبارات بدءا من طريقة سحب الجوالات وبقية أساليب المنع، وهذا يولد ضغطا لدى الأبناء وبالتالي يفترض على أولياء الأمور تعزيز الثقة والتعبير والحديث بالأطفال منذ عمر مبكر، وتثقيفهم في التعامل مع الاختبارات وكذلك حماية أنفسهم من التحرشات الجنسية، وذلك يحصل بالتنمر، موصيا بدعم الأبناء وتشجيعهم وغرس الثقة فيهم، والتأكد أن الاختبارات ليست مصيرا حتميا للطالب والطالبة، مضيفا إن طريقة التعامل مع مراجعة الدروس يجب أن تتغير من أولياء الأمور واستبدال عبارات التأنيب والزجر إلى عبارات الثقة وزرع الأمان لدى الأبناء.
سؤال وجواب:
هل يحق لطلبة المرحلة الابتدائية أداء الاختبارات في المدرسة حضوريا؟
نعم يحق لهم ذلك في حالة وجود مشكلات في الإنترنت والاستفادة من قاعة مصادر التعلم الموجودة في المدارس.
هل يحق للطلبة التأكد من درجاتهم في الاختبار؟
نعم يحق لهم ذلك من خلال الطلب لإدارة المدرسة والتأكد من صحة الإجابة في حالة وجود شك لدى الطالب أو الطالبة.
7 توصيات:
تغيير نمط التعامل مع الأبناء داخل المنزل
الهدوء في قاعة الاختبار
الأكل الصحي
الابتعاد عن التكدسات
معالجة ضعف الشبكة
الاهتمام بالدراسة كعلم
التعامل الإيجابي خلال فترة الاختبارات