- فواكه لدينا في لبنان..
- بترول لدينا في لبنان..
ويستدرك بعد الجملة التقريرية الأخيرة ويقول:
- بترول ليس لدينا، لا مشكلة سنأخذ من «الجمعية التعاونية الخليجية».
هذا الإسقاط السياسي الفني اللماح كان يوصف شيئا من طبيعة، وأوجه العلاقات اللبنانية الخليجية، والإشارة إلى الجمعية التعاونية الخليجية المقصود منها بوضوح منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربي. الغريب أن نفس النظرة وبدون نقد، أو تجريح، أو تصحيح لم تتغير في العقل اللبناني، الذي يريد أن يساعده الأشقاء العرب، وبخاصة أهل الخليج، في الوقت الذي لا يريد اللبناني أن يساعد نفسه. أعرف كما يعرف غيري من المراقبين، والمتابعين للشأن العربي أنه جرت مياه كثيرة تحت الجسر كما يقال، ودخلت عوامل تأثير إقليمية ودولية على جملة من الأوضاع في لبنان وغيره من أبرزها تغلغل النفوذ الإيراني، وسيطرة أتباع ذلك النظام، وأدواته على كل مفاصل الحياة السياسية، والأمنية، والاقتصادية، علاوة على الهيمنة شبه المطلقة على كل مفاصل، وأدوار الدولة. وجاء زلزال 4 أغسطس 2021م بتفجير ميناء بيروت المدني، الذي تبين أن ما يسمى بحزب الله، وأدوات إيران في لبنان وراء الحادثة بشكل يكاد يكون مطلقا، وتولت الأزمات على خلفية الحادث، حيث دخل القضاء كمتغير جديد في المعادلة الفاضحة، والكاشفة لخطورة إيران وأدواتها على أمن ومستقبل لبنان وشعبه. الأزمة وبحسب اللفتات، التي حملها المتظاهرون في كل أرجاء لبنان أن الطبقة السياسية، والمسؤولين الرسميين مجموعة من الفاسدين، وأكدت بما لا يدع مجالا للشك أن الدولة اللبنانية بما تبقى من هياكلها هي دولة فاشلة بامتياز، حيث لم تستطع حماية أرواح الناس من عبث الميليشيا، التي تخزن المواد المتفجرة بين المناطق المدنية. فشل الدولة اللبنانية أكدته الأزمات، التي لم تجد حلا من الدولة وأجهزتها، وكشفت عدم قدرة الدولة على القيام بالواجبات الأساسية لأي دولة معاصرة، وتوالت الأزمات على اللبنانيين من أزمة الوقود، إلى أزمات المواصلات، وانقطاع التيار الكهربائي، وعدم قدرة المصحات والمشافي على تطبيب الناس. وارتفاع كبير بالأسعار في الوقت، الذي تتهاوى فيه الليرة اللبنانية أمام الدولار. وبعد كل هذه الكشوف الجلية لحقيقة الوضع مازالت هناك أصوات تحمّل الدول العربية وفي مقدمتها دول الخليج، والمملكة العربية السعودية مسؤوليات كل تلك الانهيارات في بنية الدولة والمجتمع اللبناني، ما يحدث في لبنان لا يمكن تفسير حدوثه في مجتمع يقول إنه ديمقراطي، ولا يمكن أن يستمر مثل هذا الوضع الشاذ إلا في مجتمع فاسد، أو جاهل، أو خائف.
@salemalyami