يعني لو أن إيران ناجحة اقتصاديا وتستضيف 500 ألف لبناني على أراضيها، وتهب لبنان ما يحتاجه اقتصاديا، فإنهم سوف يرتمون في حضنها ويبيعون على الفور كل التاريخ العربي المشترك، وكل انتماءاتهم العربية، وكل البعد العربي الذي طالما كان أسلافهم، من كل الطوائف، معنيين وحفيين به.
هذه، بطبيعة الحال، ليست مواقف مشرفة وليست مواقف تولد الثقة فيما بين لبنان ودول الخليج، أو بين لبنان والدول العربية. الاختيار بين الأحضان، على أساس المصلحة الاقتصادية والتجارية فقط، مؤشر يدل على أشياء كثيرة ليس من بينها وجود عقل سياسي ناضج في لبنان.
هناك مكابرة لبنانية على كل الوقائع وحقائق التاريخ والجغرافيا والمصائر المشتركة. ولذلك هم مرشحون، مثل الذين كابروا من قبلهم، لدخول النفق الإيراني المظلم. ووقتها ربما يعودون إلى عقلهم الوطني وطريقهم العربي، لكن مَن يضمن أن عودتهم المتأخرة هذه ستفيدهم؟!
@ma_alosaimi