قبل ما يزيد على 5000 سنة قبل الميلاد تبلورت في الشرق الأوسط نتائج تجارب طويلة من محاولات الإنسان الأولى للكتابة، كما عرفت شعوب العالم قديما الكتابة كأداة للتعريف بلغتهم وعاداتهم، وثقافاتهم للأجيال اللاحقة، لذلك عملوا على توظيف جميع الوسائل المتاحة لهم، من أجل توصيل أفكارهم، ووجد في المواقع الأثرية التي بقيت بشكل كامل العديد من الكتابات والرسومات التي توضح الحقبة التاريخية التي كانت توجد فيها تلك المجموعات، وكيف أنهم حرصوا على توثيق إسهاماتهم في نقل العديد من الصناعات والاختراعات البسيطة إلى الأمم التي أتت بعدهم، ليكون للكتابة التي استخدمت بجميع أشكالها دور مهم في صياغة التاريخ البشري.
تطور الأدوات
وتكشف أدوات الكتابة عن تطور حياة الشعوب من خلال تطور هذه الأدوات، ففي بدايات العصور التي عرفت الإنسانية فيها الكتابة واتخذتها وسيلة من وسائل التعبير والدلالة اللغوية، كان الكُتاب يؤدون مقاصدهم التعبيرية ومفاهيمهم بالنقش والحفر على الجبال والصخور، بواسطة أداة صلبة بحيث تترك آثارا واضحة لمن يقرؤها فيدرك معانيها اللغوية، وظهرت صورة ذلك فيما اكتشفه العلماء وبعثات التنقيب عن الآثار، مما عرف باسم «الرسوم الصخرية»، ثم بعد ذلك لجأ الإنسان إلى الرسم والخط بدل الحفر والنحت، وكانت أهم أدوات الكتابة الحجر وهو أقدم الأدوات، والطين الذي سجل عليه السومريون حضارتهم ببلاد الرافدين بخط عُرف بالمسماري في بداية الألف الثالث قبل الميلاد، ثم استخدم الإنسان الورق في العصور القديمة، وعدت الكتابة المصرية القديمة من أنواع الكتابات المتطورة، التي كتبت باستخدام حروف اللغة الخاصة بها، التي تسمى «الهيروغليفية»، وشهد المجتمع المصري القديم تطورا كبيرا مع ظهور «ورق البردي».
اختراع الورق
وفي عام 105م تم اختراع الورق للكتابة والطباعة عليه، من قبل تسايلون عضو المحكمة الصينية الإمبراطورية، واستخدمت وتطورت عملية الصناعة والكتابة على الورق إلى الآن. كما كتب على الجلد الذي يُطلق عليه اسم الأديم والقضيم والرقاق، ثم القماش ويكون إما من الحرير، أو القطن، وكان يُطلق عليه اسم المهاق، إضافة إلى العظام ومن أشهرها عظام الكتف، والأضلاع، واللوح.