لا بد من تيسير القروض الصغيرة والكبيرة لتلبية احتياجات المقترضين مع عدم الإفراط في الإقراض، ناهيك عن توسيع وتنويع قاعدة الاستثمار للبنوك حتى لا تعتمد على مصدر ضيق لنموها. إن الحساسية الشديدة في التعامل مع الزبائن الحاليين والمتوقعين من قبل موظفي البنوك السعودية ذات أهمية كبيرة في العلاقة الطويلة الأجل لأنها مباشرة بين الزبون والموظف ما يجعلها تترك انطباعات إيجابية طيبة إذا كانت متميزة أو سلبية إذا كانت غير متميزة، وذلك حسب تعامل الموظف مع الزبون (عميل البنك). تواجه البنوك السعودية تحدي الموازنة بين التوسع في الإقراض لزيادة الحصة السوقية وخفض نسبة الفائدة على المقترض.
بالطبع الاستحواذ والاندماج بين البنوك يقلق إدارات البنوك من ناحية نجاحه أو فشله وما يترتب عليه من تغير في الهيكل التنظيمي والثقافة والأهداف وتوزيع الموارد. لقد اندمجت بعض البنوك وواجهت مشاكل لم تكن متوقعة، حيث لا تزال تمر بتجربة اندماج واستحواذ صعبة. بلا شك إن البنوك التي نجحت في الاستحواذ والاندماج تتمتع بإدارات متميزة على درجة عالية من المهارات التي ساهمت في نجاحها.
ومن باب المسئولية الاجتماعية ضرورة دعم البنوك السعودية للباحثين في الجامعات السعودية، وذلك للقيام بدراسات في سلوك المستهلك والتسويق والسلوك التنظيمي لدعم سياساتها وتحسين جودة صنع القرار فيها انطلاقا من رغبة وحاجة الزبون. ويستحسن بذل البنوك السعودية الكثير من العمل فيما يخص المسئولية الاجتماعية، خاصة أنها تحقق أرباحا عالية تمكنها من المشاركة في رفاهية المجتمع السعودي سواء عن طريق التبرع للجمعيات الخيرية أو الجامعات لدعم مراكز البحوث فيها أو التبرع لغيرها من الجهات المحتاجة للدعم المالي في المملكة. وهناك فجوة كبيرة بين ما يتوقعه المجتمع من البنوك السعودية وما تقدمه، لذا تحتاج للمزيد من الدعم لبناء ولاء يخدمها لرفع مستوى ولاء الزبون، خاصة بعد دخول البنوك الإقليمية والعالمية إلى قطاع البنوك في المملكة. وبالرغم من التكاليف العالية على البنوك السعودية نتيجة استقطاب الكفاءات الوطنية في هذا القطاع الأساسي في الاقتصاد السعودي إلا أنها تستطيع المساهمة في خدمة المجتمع.
@dr_abdulwahhab