في اليوم التالي انطلقنا لواحدة من أكبر واحات العالم والتي تحتوي على 2.5 مليون نخلة وقد وصفها الرسول الكريم بأنها أرض نخل. واحة الأحساء هي واحدة من أقدم وأكبر الواحات في العالم وقد أدرج اسمها في لائحة اليونسكو للمواقع التراثية العالمية كما دخلت أيضا في موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأكبر واحة نخيل قائمة بذاتها في العالم. وقد عشق أهل الأحساء النخلة ودللوها فكان إنتاجها من التمور من أطيب ما يمكن أن تتذوقه. بجانب مزارعها الكثيرة والبديعة، تحتوي الأحساء على مواقع سياحية وتراثية كثيرة. أتذكر زيارتي لجبل قارة في طفولتي ولم أنس جماله وهيبته التي حفرت في ذاكرتي منذ ذلك الوقت حتى زيارتي له مرة أخرى مؤخرا بعد أن انتعش وازدحم بالسياح. عندما وصلت، شعرت به يضمني ويعاتبني لانقطاعي عنه كل تلك المدة. ركضت باحثة عن الصخرة الضخمة المعلقة في جوفه وكانت لا تزال هناك ولا تزال معلقة بشكل مذهل وكأنها تنتظر قدومي. ثم صعدت أعلى الجبل لأرى أجمل إطلالة بانورامية على واحة النخيل الشاسعة.
بعد جبل قارة توجهنا لقصر إبراهيم الأثري وهو قلعة ضخمة تعكس الطراز المعماري العسكري. بناها العثمانيون كحصن عند استيلائهم على بعض الأراضي السعودية حتى تمكن الملك عبدالعزيز سنة 1913 من اقتحام الحصن والسيطرة عليه.
أي زائر للأحساء لا بد له من زيارة متحفها وقريتها الأثرية التي يقدم فيها الشعراء والفنانون كل حين عروضا من تراث المنطقة. لا بد له أيضا من زيارة مسجد جواثا، ثاني مسجد أقيمت فيه صلاة الجمعة بعد مسجد الرسول. ويستطيع أن يختتم رحلته في شاطئ وميناء العقير العريق في تاريخه والمتميز بنظافته وجماله.
@Wasema