وأكد أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الملك سعود، د. عادل عبدالقادر، أن الإرهاب ومحاولاته دائما ما سعى للنيل من الدول وعلاقاتها، من خلال تأجيج المشاعر، وتحويل العالم إلى بؤرة صراعات، وبالتالي يتقلص الاهتمام بقضايا التنمية والتطور والأمن والاستقرار، وهو ما أدى إلى خلق تحديات كبيرة من بينها زرع «الإسلاموفوبيا» وتنفيذ أجندات تخريبية، مشيرا إلى أن المملكة رائدة في التعامل مع ملف الإرهاب، ولها دور كبير من خلال التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، في ترسيخ مبادئ الوسطية والاعتدال.
وذكر خبير القانون الجنائي الدولي ومكافحة غسل الأموال والإرهاب وتمويله المستشار محسن الحازمي أن الاجتماع الإستراتيجي، بين العالم الإسلامي وروسيا الاتحادية، يهدف لتعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة والعالم أجمع، والعمل على تحديد سبل الحوار الديني والطائفي والحضارات، وزيادة التعاون المشترك في مكافحة التطرف المؤدي أو المصاحب للإرهاب خاصة في ظل ما تشهده مناطق الصراع بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا من بيئة خصبة لنماء بعض التنظيمات الإرهابية الممولة من بعض الدول المعادية لنشر القتل والدمار لأهداف سياسية واقتصادية وما شابه ذلك.
وأضاف إن المملكة، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله ورعاه، تسعى إلى دعم المنظمة من خلال إبراز ما يتسم به الدين الإسلامي من تسامح ووسطية واعتدال، إلى جانب التعايش المشترك في بناء التنمية المستدامة بين المجتمعات بشكل عام.
وأوضح المستشار الاقتصادي إياس آل بارود أن العلاقات الاقتصادية بين المملكة وروسيا، شهدت تطورا لافتا، إذ قفز التبادل التجاري بين البلدين، بنسبة 101 في المائة في آخر عامين، ليبلغ 5.54 مليار ريال عام 2018، فيما كان 2.8 مليار ريال في عام 2016، بزيادة تقارب 2.8 مليار ريال، كما صعد التبادل التجاري بين البلدين العام الماضي، بنسبة 44 في المائة، بعد أن كان 3.85 مليار ريال في عام 2017، بزيادة قيمتها 1.7 مليار ريال، وتعمل المملكة مع روسيا على تفعيل خطة العمل لتنفيذ إطار التعاون الإستراتيجي السعودي - الروسي رفيع المستوى، إذ شهدت المرحلة الثانية من الخطة الاتفاق على التعاون في 60 مجالا مشتركا، وإقرار 51 فرصة ومشروعا جديدا، مما ضاعف عدد المشروعات الجديدة 3 مرات تقريبا، مقارنة بمشروعات المرحلة الأولى منها.
تطور متسارع
وأكد الكاتب والمحلل الاقتصادي عبدالرحمن الجبيري أنه منذ زيارة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، يحفظهما الله، لموسكو، شهدت العلاقات بين البلدين، تطورا متسارعا، وتقاربا في وجهات النظر، إزاء العديد من القضايا والأزمات الدولية، وحقق التقارب مزيدا من التفاهم حول القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية، التي تهم المنطقة بما يكفل تهدئة الوضع المضطرب وتحويلها من منطقة حروب إلى منطقة تنمية وبناء.
وقال إن روسيا أصبحت لاعبا مؤثرا في المشهد السياسي في الشرق الأوسط، كما تم توقيع العديد من الاتفاقيات بين البلدين خلال السنوات الماضية تساهم في توحيد الرؤى الاقتصادية لإقامة مشاريع جديدة في مجالات عدة.
وأكد المستشار الشرعي الشيخ زياد القرشي أن المؤتمر حدث عالمي مهم جدا، لثقل المملكة الديني لدى أكثر من 1.5 مليار مسلم حول العالم، فهي قبلة العالم الإسلامي، وتحتضن الحرمين الشريفين، ولمكانة المملكة المهمة في العالم ودورها الكبير سياسيا واقتصاديا وحضاريا، ولتأثير روسيا في المجتمعات الدينية التي تتبع الكنيسة الروسية الأرثوذكسية المنتشرة في دول العالم والمقدر عدد أفرادها بـ 150 مليونا.
وبين: هذا المؤتمر سيحقق -بإذن الله تعالى- نتائج طيبة ومثمرة في مد جسور التعارف المتبادل، والتعاون في تعزيز المشتركات الإنسانية، ونشر السلام وتحقيق الأمن، وإقامة العلاقات السليمة بين الشعوب، واحترام حقوق الإنسان، ومعالجة التحديات المعاصرة التي تواجه المجتمعات الإنسانية.
وقال الباحث الشرعي المتخصص في العلوم الإنسانية حسن الحريري إن «المؤتمر الإسلامي العالمي الأول للحوار» في يونيو 2008 بمدينة مكة المكرمة، والذي شارك فيه حوالي 500 عالم إسلامي، وضع اللبنات الأولى للحوار مع أتباع وثقافات الأديان الأخرى.
وأضاف: إن المؤتمر أكد أهمية القيم الإنسانية التي توحد البشر، وطالب بعقد جلسة أممية، خاصة حول الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وعلى إثر ذلك انعقدت الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نوفمبر 2008، مشيرا إلى أن الحوار أصبح ضرورة من أجل بناء منظومة أخلاقية وإنسانية مشتركة، ترسخ لاحترام ثقافة التنوع وإرساء دعائم السلام والأمن الدوليين.