ويعقد المؤتمر عدة جلسات من المحاضرات والحوارات، إلى جانب معرض مصاحب بعنوان «فن المسجد: التقليد والتجديد» يعرض أعمالا معاصرة لقطع المسجد وأثاثه.
معرض متكامل للفنون الإسلامية
وأكدت مدير المتحف في مركز «إثراء» فرح أبوشليح، أن المتحف يدعم الفن الإسلامي من خلال معرض متكامل مختص بالفنون الإسلامية ومتجدد كل سنتين، بحيث يتم اقتناء واستعارة القطع من جميع أنحاء العالم، كما يحاول المركز اختيار القطع والأعمال المرتبطة بالمملكة بشكل خاص والعالم الإسلامي بشكل عام، كما يسهم «متحف إثراء» في تقديم برامج تسهم في تدريب وتطوير مهارات المهتمين بقطاع المتاحف، والاستعانة بذوي الاختصاص، كون المملكة مقبلة على مرحلة مهمة في مجال المتاحف والفنون.
مؤتمر أكاديمي يجمع قامات عالمية
وذكر مدير البرامج في مركز «إثراء» أشرف فقيه، أن المؤتمر يأتي ضمن التزام المركز بالاهتمام بالفن الإسلامي والتعريف به ونشره وتطويره، كما يتميز بكونه مؤتمرا أكاديميا عالي المستوى ويجمع قامات عالمية فيما يخص المساجد، عمارة وتاريخًا وفلسفة وحفاظًا على الآثار، كما ستتمثل مخرجاته في أوراق العمل المقدمة التي سترفد القطاع الأكاديمي.
وأكد الأمين العام لجائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد د. مشاري النعيم، أهمية عمل الجائزة مع المؤتمر ومعرض شطر المسجد، وقال: الجائزة منذ تأسيسها في 2011 وهي تسعى إلى خلق بيئة فكرية مهنية ثقافية وعلمية لـ«العمارة المسجدية» وهذا مصطلح ابتكرته الجائزة، والفكرة الأساسية هي السؤال المطروح من قبل الجائزة وهو «ما هو مسجد المستقبل؟» وما هي صفاته، وتركز مؤتمراتنا العلمية أساسا على مستقبل المسجد، كونه أساسا مبنى متفاعلا مع المجتمع وليس معزولا عنه، وحتى نستطيع أن نصنع مسجدا مستقبليا يتفاعل مع القضايا المتشابكة مع حياة الناس، يجب أن نفكر بطريقة مختلفة، وطريقة خارجة عن الصندوق.
وحول الجائزة، أوضح النعيم أنها تقوم على ترشيح 200 مسجد تكون أفضل ممارسات مهنية على المساجد على مستوى العالم، ويتم انتخاب المساجد الفائزة من قبل لجنة تحكيم عالمية مكونة من متخصصين في العمارة والتخطيط العمراني، والفلسفة وعلم الاجتماع.
بيئة ثقافية وعلمية لـ«العمارة المسجدية»
وقال مدير مركز «إثراء» عبدالله الراشد: نحرص في المركز على تعزيز البيئة الإبداعية ومأسسة الابتكار في شتى الفنون، حيث يرتبط «إثراء» بالفضاء الثقافي والاجتماعي للمسجد، وركزنا في الموضوعات التي يغطيها المؤتمر على 3 محاور وهي: الشكل المعماري للمساجد، ووظيفتها الروحية والمجتمعية، والقطع والأدوات التي تتكامل مع الشكل والوظيفة وتمنح المساجد المزيد من الجمال، ومما يميز المؤتمر تنوع الخبراء والمتحدثين الذين ينتمون إلى قارات العالم المختلفة، فهناك خبراء معماريون وخبراء متحفيون وباحثون في التاريخ والفنون الإسلامية.
وتابع: نسعى مع شركائنا في هذا المؤتمر إلى فتح نقاش إبداعي يعزز فرص الارتقاء بكفاءتها الوظيفية والتقنية وفي الوقت نفسه يدفع أفق التفكير في مساجد المستقبل، ليس فقط في تحديث البناء وتطوير الوظيفة، بل أيضا في تسخير الابتكارات الرقمية للمباني الذكية والتقنيات المستدامة كاستخدام الطاقة المتجددة وتقليل الانبعاثات الكربونية لا سيما والعالم يتجه نحو الحياد الصفري.
وأشار إلى إطلاق تحدي «مسجد المستقبل» لطلاب الجامعات، والذي سيتم الإعلان عنه الشهر القادم، وقال: ستكون فرصة لأن نرى مسجد المستقبل في أعين الشباب لنحفز التفكير الإبداعي، رغبة في الحصول على مخرجات تمثل نماذج ممكنة لمستقبل المساجد.
مسجد المستقبل في 3 محاور
تطوير الفن الإسلامي في المملكة
وأشار الخبير الاستشاري في ترميم العمارة التراثية د. عدنان عباس عدس، إلى أن تأسيس وزارة للثقافة قنن من الفنون الإسلامية والاهتمام بها، بحيث تعمل على تطوير هذا القطاع، كما أن المملكة تزخر بأيقونات الفن الإسلامي المرتبطة بالعمارة والعمران في المساجد أو المباني العامة التاريخية، فتحتوي على مزهريات ورسومات وغيرها من الفنون والزخارف التي تتميز وتتفرد بها كل منطقة من مناطق المملكة، كما أن جميعها وبتنوعها تحترم المبادئ الإسلامية، فلا نرى تجسيدا للأشكال والأجسام الحية، ولكن تعتمد بشكل كبير على التكرار والمضلعات والأشكال الهندسية والمنحنيات، إضافة إلى استخدام التوريق الإسلامي والحفر، واستخدام الخطوط وتذهيبها سواء في المساجد أو المباني، مؤكدا أن هذا الفن عالي الدقة ومرهف، وموجود منذ التاريخ كفن عربي إسلامي في عمران المدن، خاصة في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
تأثير مباشر على المجتمع
أكد المؤرخ والمعماري والمخطط الحضري د. عبدالله القاضي اهمية المؤتمرات التي تجمع المختصين والمفكرين والمهتمين، بهدف التعارف والتقاربوتبادل الأفكار، وبناء العلاقات التي تمتد عادة لتكون زيارات بين جامعات او أبحاث وأعمال مشتركة.
وحول عمارة المساجد، قال: "من المهم تركيز مركز إثراء وجائزة الفوزان على هذه المحاور، وأحد أهم هذه المحاور علاقة المسجد بالمجتمع وتأثيره عليهوارتباطه به، فالمسجد وان صح التعبير هو "القلب" لا يمكن ان نجعله خارج الجسد لانه هو المحرك".
وأضاف: "عند الحديث عن المجتمع، فحتى من هم في البيوت وخارج المسجد هم مرتبطين فيه سواء من سماع صوت الأذان، او الارتباط البصري،بالإضافة للأنشطة داخل المسجد".وأشار إلى أن العلاقة بين المسجد والحي المحيط به لا بد أن تكون ضمن المنظومة المعمارية العمرانية، وأن يكونسهل للوصول لجميع أفراد المجتمع كونه لا يقتصر على شريحة معينة.
ولفت د. القاضي إلى أهمية تفعيل الأنشطة خارج وقت الصلاة، فسابقا كانت اغلب الممارسات الحياتية والشرعية تقام في المسجد من عقود انكحةودروس وقضاء، فالتواجد حول المسجد يُشعر الفرد بالأمان، مختتماً: "كلما استطعنا جعل اكثر مجموعة من البيوت تحيط بالمساجد، كلما كان لهاتأثير مباشر وغير مباشر".