الأسبوع الماضي أطلقت وزارة الاقتصاد، والتخطيط السعودي لقاء افتراضيا لخبراء عالميين، وكان اللقاء بعنوان «التحديات التي تواجه صناع القرار الاقتصادي بعد (كوفيد-19)»، وذلك لمناقشة الحالة الاقتصادية بعد مرحلة كورونا، خاصة مناقشة آثار الجائحة على المستويات الاقتصادية في دول العالم، وعلاقة الوباء بالاقتصاد الدولي.
وكان اللقاء ثريا بمحاوره، وأبلت مقدمة اللقاء الأستاذة روعة التهامي من وزارة الاقتصاد جهدا مميزا، وبخاصة بحوارها مع الدكتور محي الدين مبعوث الأمم المتحدة، والدكتور جمال الكبي مستشار اقتصادي، وتطرقوا إلى ثلاثة محاور الأول التحديات ما بعد جائحة كوفيد-19، والثاني التفاوت الاقتصادي، والأخير الديون، وأثرها على الاقتصاد.
لقد أثبت الضيوف نجاحهم، وتفوقهم في الحوار، وتشخيص الأزمة، والتخطيط للتحديات المستقبلية وللقادم من حروب جرثومية ووبائية، التي أصبح تأثيرها على الكثير من اقتصاديات العالم رغم الآمال المعلقة باللقاحات المضادة للفيروس، ومساعدة الاقتصاد الدولي للعودة إلى مستويات أدائه ما قبل الجائحة.
لا شك أن جائحة كورونا أثرت بقوة في اقتصادات العالم، وألحقت ضررا كبيرا بالدول، وأحدثت تغيرات، وانكماشا في الاقتصاد العالمي، خاصة في الدول النامية، وقد تدفع إلى كوارث إنسانية تتطلب البحث، والدراسة لمواجهتها، والاستفادة من تجربتها، وإنشاء صندوق مخاطر خاص بالأزمات المتوقعة مستقبلا.
وغيرت جائحة كورونا العديد من التعاملات في جميع المجالات حول العالم، وأبرزها مجالات الاقتصاد، والأعمال والاستثمار، والسياحة والتعليم والصحة، حيث اعتمدت هذه المجالات على إدخال التكنولوجيا الحديثة في جميع تعاملات القطاعات للتغلب على المشاكل، والأزمات التي فرضتها الجائحة.
فازدهرت التجارة الإلكترونية بعد انتشار الجائحة، التي فرضت حظر التجول، مما أوقف عملية الشراء المباشر، والتسوق في المحلات التجارية، وأصبحت شعوب العالم تتسوق عبر الإنترنت ومن خلال المتاجر الإلكترونية، لذا الجميع مطالب بالتسلح بالتفاؤل، وعلى صناع القرار الاقتصادي التفاؤل بتعدي الأزمة.
لقد تمكنت المملكة من تقديم نفسها للعالم كنموذج ناجح في الحماية الصحية لمواطنيها، والمقيمين على أراضيها، وأثبتت للعالم سلامة إجراءاتها، ومتانة اقتصادها، وملاءتها المالية، وذلك كله بحسن التخطيط الإستراتيجي للقيادة السعودية الحكيمة والرشيدة، ونجاح التنفيذ في الحضر، والتباعد وتوفير اللقاح للجميع.
وحقيقة ما عملته المملكة مع المواطن، والمقيم يفوق التوقعات والوصف، فتلك الجهود الاحترازية التي قامت بها المملكة قبل بداية الفيروس لدليل قاطع على ما تتمتع به حكومتنا الرشيدة من حكمة ووعي، وإدراك بعظم الأمانة الملقاة على عاتقهم، حيث إن الدولة -أعزها الله- لم تفرق بين المواطن والمقيم في جميع الإجراءات.
لذا يجب علينا جميعا أخذ الحيطة والحذر، والوقاية من خطر فيروس كورونا حتى تزول الجائحة بإذن الله، واتباع التعليمات الصادرة من الجهات الصحية، فنحن سنظل مطمئنين لأننا في ظِل قيادة ملك الحزم والعزم الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، التي جعلت صحة الإنسان أولاً، والمحافظة على مواطنيها، والمقيمين على أراضيها.
[email protected]