تردنا العديد من القصص التي يحكي فيها بعض الأسر معاناتهم مع أطفال السكري وبالأخص (النوع الأول) وعن تعايشهم مع المرض، ومن التخوف الذي يصيب البعض في التعامل معهم، وكيف يمكن متابعة انتظام السكر للطفل المريض أثناء تواجده بالمدرسة أو البرامج والمناشط والفعاليات الترفيهية، وعن الشخص المخول له بحقن إبر الأنسولين وخصوصا للأعمار الصغيرة جدا منهم أثناء تواجدهم بالروضات أو المدارس أو غيرها.
إن هذه المعاناة حقيقة تستدعي الالتفات نحو هذه المشكلة والتخطيط لحلها ووضع الحلول والبدائل للتخفيف من معاناة الكثير من الأسر، وقد تشتد المعاناة الحقيقية عندما يصاب الطفل من ذوي الإعاقة بداء السكري، فكيف يمكن إفهامه بخطورة المرض، وكيف يمكن الاعتماد على البعض منهم لحقن الأنسولين في أجسادهم أثناء غياب الأم أو الأب عنه، وتزداد خطورة الأمر كلما زادت شدة الإعاقة، وكيف تكون متابعة انتظام السكر، فكل ذلك يتطلب الإدراك الكامل والوعي الشديد والمهارة العملية أثناء الحقن.
وهل يمكن الاعتماد في هذا الأمر الخطير على العامل أو العاملة المنزلية (خصوصا في غياب الأم أو الأب) إذا كانوا في فترة العمل كونه مرضا مزمنا يستلزم مراقبة مستمرة وتغييرا في نمط الحياة.
في اليوم العالمي للطفل والذي يصادف 20 نوفمبر من كل عام نحتاج إلى لفتة حقيقية نحو أطفال السكري، وحقوقهم من حيث الرعاية الصحية وحمايتهم من الوقوع في الأذى، وفي هذا اليوم يحتفل العالم بذكرى صدور اتفاقية حقوق الطفل التي اعتمدتها الأمم المتحدة في عام 1989، فمن الضروري تثقيف المجتمع صحيا وعقد البرامج التدريبية المكثفة لكافة القطاعات المختلفة والجهات ذات العلاقة عن كيفية إجراء الإسعافات اللازمة في حال الانخفاض المفاجئ أو ارتفاع السكر في الدم، وهل يمكن إيجاد بعض البدائل والحلول الوقائية خوفا من تعرض الطفل لأي إغماء مفاجئ في مكان لا يستطيع أحد مساندته ودعمه.