فإن معظم الدراسات والأبحاث، التي طبقت على الطلاب من ذوي اضطراب طيف التوحد، تفيد بأن شريحة كبيرة منهم لديهم القدرة على الكلام ولكنهم يمتنعون عنه لعدة أسباب، منها:
1- الخصائص المميزة لاضطرابات طيف التوحد، وهو اضطراب المعالجة الحسية وسمات عمل المخ تحديداً، فالأبحاث أثبتت دماغ أطفال طيف التوحد تختلف في بعض الأجزاء عن الطفل العادي .
2- خلل في الناقلات العصبية، التي تنقل الإشارات من المخ إلى العصب السمعي رغم أن الأذن سليمة والعصب السمعي سليم وأعضاء النطق سليمة.
3- أطفال كثيرون لا يدركون أهمية اللغة، وليسوا في حاجة لاستخدامها لأنه يعبر عن احتياجاته بالبكاء أو بسحب يد الأم، فبالتالي غير مدرك لأهمية الكلام للحصول على احتياجاته لأنه يأخذها بطريق آخر.
كيف يمكننا كمختصين نعمل على إعادة تأهيل الطلاب لاستخدام اللغة؟
نلخص هذا الأمر في خمس خطوات علمية:
1- إيقاف وسائل التواصل غير المناسبة كسحب اليد أو البكاء أو الصراخ؛ لأن الاستمرار في إعطاء الطفل احتياجاته بهذه الطرق يؤدي إلى التقليل من فرص التكلم.
2- حصر معززات الطفل ومفضلاته كالمسبح - الجوال - نشاط معين لاستخدامها أثناء التدريب وترتيبها حسب أهميتها له، لأننا لو ركزنا على معزز واحد طوال فترة التدريب سيتشبع الطفل من المعزز ويفقد المعزز قيمته وأهميته.
3- مساومة الطفل على (الكلام مقابل المعزز):
فمثلاً محتاج لعصير قول اسمه أو صوت منه وستقبل منه في البداية.
4- الاستمرارية والتكرار على نفس الأسلوب في التدريب دون يأس أو إحباط من بطء استجابة الطفل، لأنه من الممكن أن تكون قدرات الطفل ضعيفة في الكلام أو يكون عنيدا بدرجة كبيرة، فيتأخر في التحسن.
5- التعميم في أكثر من مكان ومع أكثر من فرد، وهذه الخطوة مهمة جدا، يتخللها بعض الفنيات مثل التدرج في المساعدة، كأن أنطق أول حرف من أجل أن ينطق الحرف الثاني أو بقية الكلمة.
ولا ننسى أن الطفل لو تجاوز الخمس سنوات (مرحلة التدخل المبكر) فستكون هناك صعوبة في تنمية مهارات الكلام وستحتاج الأم أو المربي لمجهود أكبر وصبر أكبر، والأمر كله في البداية والنهاية بتوفيق الله وإعانته، ونسأل الله أن يوفقنا جميعا لما فيه الخير لأبنائنا من ذوي اضطراب طيف التوحد.