قصصت هذه الحكاية على ابني السيد -الوليد الصغير- وطلبت منه رأيه في القصة.. فأبدى حزنه على الغراب المسكين، وحرام على الثعلب ما فعله.. قلت له: أيش تتمنى دور الغراب وإلا دور الثعلب؟! قال: الثعلب، تبغي الناس يضحكون علي مثل الغراب!
نعم.. يا بني كن ثعلباً في عالم اليوم المتوحش..
بعضهم لا يقدرون (الطيب)، مع أن الطيبة صفة حميدة، لكنهم يستغلون صاحب الطيبة الزائدة فيورطونه.
* كل شيء في الحياة يزيد عن حده يصبح مذموماً، فالطيبة الزائدة سذاجة.. والحذر واجب حتى من أولئك الذين يظهرون لنا الضعف أو الشفقة.
* هناك مَن يمدحك بما ليس فيك لغاية يبحث عنها.. وفي الحديث: إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب.
* لا تكن كالغراب يخدعك عابر سبيل. ويضحك عليك ساذج.. بعض (المتهورين) ومرتكبي الحماقات كان وراءهم مَن خدعهم وتحداهم وسول لهم هذه الحماقات حتى صدقوا.
* لا تنخدع بالظاهر.. ولا تقحمك عواطفك وتستدرجك في تصديق منافق متلون يظهر كحرباء يغير لونه بحسب مصالحه.
* عش ماكراً، فبعض المكر مباح، تخلص من المتلونين، ولا تكن صيداً سهلاً في يد مَن يستطيع استدرار عواطفك للاندفاع أو تجييش مشاعرك في التهور والتلاعب بك.
* في قصة الثعلب والغراب.. أصبح الغراب في وعي الناس طائراً غبياً، مع أنه من الطيور الذكية؛ بدليل أن الله بعثه يعلّم ابن آدم كيف يدفن أخاه الميت.
* الصورة النمطية والانطباعية، التي يشكلها الإعلام أو الثقافة تنحاز إلى شيء على حساب شيء آخر.. ليس الغراب وحده مَن تشوهت صورته في الثقافة.. هناك الكثير من الشخصيات والأشياء تشوهت صورتها في التاريخ قديماً وتتشوه اليوم في الإعلام.
* قفلة..
طرق الخداع كثيرة.. أقصرها التظاهر بالحب!
@alomary2008