@DalalAlMasha3er
مع زحمة المتثاقفين وأصحاب الأقلام التجارية والمؤلفات، التي تملأ الرفوف ولكنها خاوية المعنى والهدف أصبح من الضروري جداً تغذية العصب الفكري لأذهاننا حتى تتميز عصارة كتاباتنا بما يثري المجتمع ومنح التأثير الإيجابي على أفراده لبقاء الأثر الأدبي حتى ما بعد الرحيل، وبعد غياب الأدباء العظماء كأحمد خالد توفيق نرث منهم كنوزا معرفية نتاج خبراتهم الثقافية والحياتية، التي تبقي شغفنا في مشوار الكتابة نابضا وساحرا، ويعتبر كتاب اللغز وراء السطور وثرثرة من داخل مطبخ الكتابة وخارجها يجيب عن الكثير من الأسئلة المحيّرة، التي تخلق طريقا جديدا في حياة الكاتب. «دائماً يتلقى الكُتّاب والأدباء السؤال ذاته من قرائهم: «ماذا أفعل لأكون كاتبًا؟»، وهو سؤال بالغ التعقيد. وعن ذلك يقول د. أحمد خالد توفيق: حاولت دائماً فهم اللغز الكامن وراء السطور. ولماذا تبدو هذه الفقرة جميلة وتلك مفككة. ولماذا تمتعنا هذه القصة بينما تثير تلك مللنا». يحاول د. أحمد خالد توفيق أن يبسط مفهوم الكتابة قدر الإمكان، واعتبرها كوصفات سحرية من عصارة تجاربه يستعرض من خلالها المفاتيح، التي تفتح للناقد باب الفضول ليمارس معاركه الانتقادية بشكل سلس ومنح الكاتب مساحة من الحرية الشاسعة، التي قد توصله إلى بر الأمان كقلب أي قارئ نهم يبحث عن أجوبة لتساؤلاته بين السطور وربما قد تكون كامنة ما وراء السطور، ولا سيّما الأعمال الأدبية الناجحة، التي قد تصل مبيعاتها إلى الملايين والمليارات تحتاج أيضاً إلى تكنيك معين وليس ضربة حظ كالفقاعة تنفجر عند وصولها أعلى قمة في السماء، الدكتور أحمد حريص على الأجيال المثقفة القادمة نحو الكتابة والتأليف لذلك شدد تركيزه على جودة العمل الأدبي، الذي يبقي مؤلفه خالدا مخلدا في ذاكرة الأجيال حتى بعد مماته. الجودة والتركيز على القضية وانتقاء المفردات وأسماء الأبطال وتقمص الأدوار وتدوين الفكرة على قصاصات ورق مهمشة وحتى أسباب غياب شبح الإلهام فجأة عن بال المؤلف وعلاجها والكثير من العناصر، التي قدمها لنا د. أحمد خالد توفيق بحيث يستطيع الكاتب أن ينوّع ويفرّق ما بين كتاباته العاطفية والإثارة والخيال والواقعية البحتة ليخلق لكل حبكة جوها الخاص، كما قرأت في إحدى الصحف أن هذا الكتاب موجه للكتّاب الجدد المقبلين على الحياة الأدبية ولكنني أقول إن هذا الكتاب يجب أن يلازم حتى كبار الأدباء والمحترفين في مجالهم؛ لأن الكاتب كلما يكتب شيئاً جديداً فهو يشهد ولادة جديدة لمخاضه. نحن لسنا كتّابا جددا، بل نعيش لنخلق الجديد والمميز في عالم الشفاء الروحي والفكري لكل مَن يبحث عن حقيقة الأشياء بين الألغاز المثيرة للجدل.
وبعد قراءتي لهذا الكتاب أنصح بأن يكون مرجعا مهما لكل كاتب يمتلك شغف وهواية التأليف وعاشقا للأدب. أما الدخلاء على الوسط الثقافي، فننصحهم بالإبحار في مكامن إبداعاتهم قد تكون الكتابة غير مدرجة على قائمة الهواية.
@DalalAlMasha3er
@DalalAlMasha3er