قبل ربع قرن وتحديدا في 21 من شهر نوفمبر «تشرين الثاني» من العام 1996 عقدت الأمم المتحدة أول منتدى تلفزيوني عالمي اجتمعت فيه شخصيات إعلامية بارزة تحت رعاية الأمم المتحدة لمناقشة الأهمية المتزايدة للتلفزيون في عالم متغير، ومنذ ذلك اليوم قررت الجمعية العامة في منظمة الأمم المتحدة اعتماد الـ 21 من نوفمبر يوما عالميا للتلفزيون. الأمم المتحدة تقول إن تخصيص يوم للتلفزيون جاء تقديرا للتأثير المتزايد للتلفزيون على عملية صنع القرار واعترافا بالتلفزيون كأداة رئيسية في توجيه الرأي العام والتأثير فيه، إذ لا يمكن إنكار تأثير التلفزيون على السياسة العالمية.
في المقابل تشهد أعداد المشاهدين للتلفزيون تراجعا لافتا في مختلف دول العالم بسبب ثورة الهواتف الذكية والتحولات الرقمية المتسارعة في الصناعة بالتوازي مع تغير أنماط حياة الجماهير والمستهلكين للمنتجات الإعلامية. ففي أمريكا ومع هدوء المشهد الإخباري في عهد جو بايدن مع انحسار وباء كوفيد 19 عانت شبكات تلفزيونية أمريكية من انخفاض كبير في عدد المشاهدين مثل CNN وMSNBC بلغ أكثر من 50 % في الربع الثالث من 2021 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، بحسب تقرير نشرته صحيفة الفايننشال تايمز. مع ملاحظة أن مشاهدات العام الماضي بدت استثنائية في أمريكا بسبب ثنائية (ترامب - كوفيد 19) فالرئيس السابق دونالد ترامب كان يقدم ما يشبه الدراما على الشاشة، في حين منعت الجائحة كل الناس من الخروج من منازلهم، إضافة إلى ما صاحب الفترة من أحداث غير مسبوقة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية والاحتجاجات العنصرية التاريخية، إذ أدت إلى اهتمام قياسي بمتابعة الأخبار - دفع القنوات التلفزيونية والصحف وغيرها من المؤسسات الصحفية إلى ارتفاعات عالية في نسبة المشاهدة والإيرادات.
ومع ذلك وعلى الرغم من تغير أحجام الشاشات على الأجهزة الذكية والهواتف مع تيسر إنشاء الأفراد للمحتوى الخاص بهم ونشره وبثه واستهلاكه على منصات مختلفة، يبقى التلفزيون أكبر مصدر لاستهلاك مشاهدات الفيديو، كما أن عدد الأسر التي لديها أجهزة تلفزيون حول العالم في ارتفاع مستمر، كما تقول الأمم المتحدة على موقعها، إذ ترى أن التفاعل بين الأشكال الناشئة والتقليدية للبث فرصة عظيمة لزيادة الوعي بالقضايا المهمة التي تواجه مجتمعاتنا وكوكبنا.
woahmed1@