وأضاف: تتباهى الصين بالفعل بأكبر أسطول بحري في العالم، حيث لديها سفن خفر السواحل العملاقة التي تقزم السفن الحربية للدول المجاورة الأصغر، كما تعمل الصين أيضا على توسيع نطاق تواجدها العسكري والتجاري عبر سلسلة من القواعد الإستراتيجية ومنشآت الموانئ في المحيطين الهندي والهادئ.
وأشار إلى أن الصين تعمل في الوقت نفسه على تعزيز قدراتها الصاروخية، وتعمل على تطوير الصواريخ فوق الصوتية بما يؤدي إلى زيادة التفوق الحاد للقدرات النووية لها.
وأكد على أن الهدف النهائي للصين هو كسب أي حرب دون خوض معركة كبرى من خلال جعل أي تدخل مضاد محتمل من قبل الولايات المتحدة نيابة عن تايوان مكلفا للغاية.
وتابع: حذر المؤرخ الكبير نيال فيرجسون ونائب مستشار الأمن القومي السابق ماثيو بوتينجر من أن الولايات المتحدة قد تواجه «لحظة السويس»، في إشارة إلى الكيفية التي أنهت بها أزمة السويس عام 1956 فعليا الإمبراطوريتين البريطانية والفرنسية، إذا فشلت في ردع كامل للغزو الصيني لتايوان في المستقبل القريب.
وأردف: يعتبر العنصر العسكري مهما بشكل خاص في سياق التوترات عبر المضيق، حيث كانت التدخلات البحرية الأمريكية بالتحديد هي التي أثبتت بشكل متكرر أنها حاسمة في الحفاظ على استقلال تايوان بحكم الأمر الواقع منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
واستطرد: بالنسبة لبكين، فإن الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي هي تذكير دائم ومهين بتفوق الولايات المتحدة، وبالتالي ضعفها النسبي في فنائها الخلفي.
وأشار إلى أن تسليم هونغ كونغ من بريطانيا وماكاو من البرتغال في أواخر القرن الـ 20 يعني أن تايوان ظلت بمثابة التذكير الأخير والأقوى بـ «قرن الإذلال» الذي اعترفت به الصين.
ولفت إلى وجود مخاوف متزايدة من أن الرئيس الصيني شي جين بينغ لن يتردد في إعادة توحيد تايوان بالقوة تحت حكم البر الرئيسي.
وتابع: في أكتوبر 2019 أخبر عدد من كبار الخبراء الصينيين نظراءهم الأمريكيين أن شي عازم على إعادة دمج الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي، حتى بالقوة إذا لزم الأمر، قبل نهاية فترة ولايته.
وأكد: على الرغم من أنه ليس من الواضح إلى متى سيبقى شي في السلطة، حذر وزير الدفاع التايواني تشيو كو تشينج من أن الغزو الكامل المحتمل للجزيرة قد يستغرق سنوات وليس عقودا.
وأضاف: في هذا الاتجاه، كان تحديث القوات المسلحة الصينية من أهم أولويات شي. في الواقع، فإن التقدير الأكثر دقة للإنفاق الدفاعي الفعلي للصين يزيد على 500 مليار دولار سنويا، وهو ليس بعيدًا عن الولايات المتحدة.
ومضى يقول: على الرغم من أن الولايات المتحدة لا تزال تتمتع بمزايا نوعية كبيرة على الصين، فإن الأخيرة تعمل على سد الفجوة بسرعة. وفقًا لدراسة موثوقة أجرتها مؤسسة «راند»، ففي حالة نشوب صراع مباشر سيتكبد كلا الجانبين خسائر عسكرية كبيرة، وأنه بحلول عام 2025، يمكن أن تتراوح الخسائر الأمريكية «من كبيرة إلى ثقيلة».