وحيث بلغ عرض زيارة القصيم مبلغه من خلال الرسائل المكتوبة والمسجلة والمكالمات الملحّة، مما لا يترك مجالاً للشك في أن تكون مجاملة عابرة، شددنا الرحال في طريق كل ما فيه جميل حتى اللافتات التي مررنا بها وضمّت أسماء المدن والمحافظات التي لم نعرفها إلا من خلال النشرة الجوية، كنا نستشعرها كفعالية تغافلت عنها خطتنا، أما برادات الماء المنتشرة بشكل لافت، فقد قرأها أحد أفراد رحلتنا بأن عمل الخير هو عنوان أهل القصيم، وكأننا ونحن نتأمل القصيم نتسابق لنقتنص شواهد الخير والإحسان والتدين الفطري!
وحقيقة كل من عرفت من أهلها هم كذلك، اخترنا أن نسكن في أحد الشاليهات لنستنشق هواءها العليل، ونتلمس نخيلها الناطقة بالعراقة والأصالة.
وفي الزيارة المرتقبة، كانت جارتي وأهلها في استقبالنا، لم يكن استقبالاً عاديا، بل كانت النفوس الطيبة والوجوه الباشة تسبق الكلمات، أحرجونا بكرم حاتمي في جلسة (ما فيها نفس ثقيلة).
خرجنا وقد زرنا أهل القصيم في دارهم لأول مرة، وكانوا كما عرفناهم وأكثر،
وكانت القصيم وستظل أرضاً عامرة بالخير والعطاء والتاريخ والعلم والأدب والراحة النفسية.
وهنيئاً لأهل القصيم بقصيمهم.. وهي القصيم، وما أدراك ما القصيم.
وصدق من قال فيها:
قل للرياح إذا هـبت غـواديها
حي القصيم وعانق كل من فيها
واكتب على أرضهم بالدمع ملحمة
مـن المـحـبة لا تـنسى ليـالـيهـا
@ghannia