يعتبر الغاز الطبيعي مصدراً مثالياً لتوليد الطاقة الكهربائية من ناحية الكفاءة وصداقته للبيئة إذ يتميز الغاز عن الفحم والنفط بانخفاض الانبعاثات الكربونية والملوثات الأخرى، ويعد الغاز الطبيعي وقودًا مثاليًا لاستخدامه في عملية الانتقال نحو الطاقة النظيفة والمستدامة، ولذلك يتسارع استخدام الغاز في توليد الطاقة بالعديد من دول العالم.
وتتوجه المملكة نحو تنويع محفظة الطاقة لديها، ونحن نتحدث هُنا عن الطاقة المشغلة للكهرباء، حيث إن جزءا من رؤية 2030 هي زيادة نصيب الطاقة النظيفة والمتجددة في اقتصاد البلاد، وتعمل المملكة التي تعتبر أكبر مصدر للنفط في العالم، على تطوير احتياطياتها من الغاز غير التقليدي، حيث كانت البداية بإنشاء نظام شبكة الغاز الرئيسة لتفعيل التقاط ومعالجة واستخدام الغاز، فبدأ تشغيل النظام بحلول عام 1982، وتوسع بمرور الوقت بالتزامن مع ارتفاع الطلب على الغاز الطبيعي، ولقد منع ذلك من انبعاث 80 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي سنويًا.، ومنذ ذلك الحين ركزت المملكة على أمرين مهمين، هما الحد من حرق الغاز، وتطوير المزيد من حقول الغاز غير المصاحب مثل حقل الجافورَة، وهناك توقعات كبرى من إنتاج الغاز من حقل الجافورة بحلول عام 2030 بأن يوفر حقل الجافورة قرابة ملياري قدم مكعب يوميا من الغاز، ويعتبر الجافورة أكبر حقل غاز غير مصاحب للنفط في المملكة، وتقدر الاحتياطيات الخاصة به بنحو 200 تريليون قدم مكعبة من الغاز الخام، وتسعى المملكة إلى بدء الإنتاج منه مطلع عام 2024. الجافورة حقل الغاز الأكبر في المملكة حتى الآن إلا أن هناك اكتشافات أخرى حصلت في منتصف عام 2019، ولكن العمل عليها لا يزال جاريا.
تجربة المملكة في تفعيل التقاط ومعالجة واستخدام الغاز تعتبر تجربة عالمية تثبت أن الشراكات الإستراتيجية بين الحكومات والقطاع الخاص تظل حافزًا رئيسًا للتنمية، ويمكن أن تشكل جزءا من إطار الاقتصاد الدائري للكربون، ولديها كذلك خبرات راكمتها في السنوات الأخيرة، خاصة فيما يتعلق بفصل الغاز المصاحب للنفط في الحقول السعودية التقليدية بحقن المياه لضخ الغاز، وأيضا تقنيات فصل الغاز والمكونات الغازية عن الزيت الخام. وهذه التجربة التراكمية ستمكن المملكة من رسم السياسات العالمية في سوق الغاز كما هو الحال في سوق النفط عالميا.
@HindAlahmed