بعض البشر يسيرون في الحياة خطوات كثيرة ومن أجل موقف سيمر أو طموح انثنى لوقت أو موقف جدل وكلمة يعودون للخلف لماض قاتم يستعبدهم يتحكم بهم، يكون ملجأ لهم ليعكفوا فيه يعلقون عليه أسباب الخسران أو الفشل أو التقاعس عن الإقدام ويكون مرجعا ومسببا لكل مشكلة مهما اختلفت أسبابها ومسبباتها.
ذاك الماضي الذي يوجعه سواء كان هو سببه أو شاركه البعض في أسبابه ضماد ملوث لجروح الحياة وانكساراتها فمهما استقامت الأيام لا بد أن تتعرج، تشبه بذلك جهاز قراءة القلب لو استقام لغفوت في غرفة إنعاش.
تعرجات الماضي بكل مساوئها وما تثيره في نفسيتك من شعور الغضب أو الأسى أو الحزن إن لم تقاومها ستعيش في تشتت بين الاستمتاع بالأيام المقبلة والحداد على أيامك الماضية وعلى أي كفة تستند ستثقل الموازين وستكون بين أمرين إما ماض ينهش حاضرك أو حاضر مستصح رغم فقدان ذاكرته.
أشفق كثيرا على من يصطاد فكرا يحزنه ويستجلبه أو يقود في زحام فكره المعتل ولا يوجد لديه مخرج ليسلكه أو يسير عكس الأيام لأيام دون أن يسرح في الحال والمستقبل ويستبشر به، أشفق على هذه الفئة كثيرا فهم في كل سنة يضيفون على سنوات البؤس سنة جديدة فتتركز المعاناة ويحيطون أنفسهم بخيوط لزجة من الحزن نتنة رغم وهنها تخنق المسرات.
الحياة جميلة لمن يفهم أهم قوانينها «الدقيقة والكلمة إن انطلقت لا تعود» ويستوعب بعضا من معادلاتها فحفر أسى الماضي من حولنا بتكرار سيعمقه وقد يبتلعنا أو نتوه فيه، نفهم أن الماضي لا يعاد لتحسينه ولكنه يستنسخ بمساوئه والأكيد المؤكد أن المستقبل والحال نستطيع أن نجوده فنبتهج ونشرق فيه، نطلب العون إن وجدنا أنفسنا في غياهب ماض مظلم ونلجأ بعد الله لعائلتنا المحبة أو لمرشد نفسي سلوكي ونكون قريبين من كتاب الله لنفهم من خلال آياته أهم معادلات الحياة وكيف نحيا راضين سعداء بسلام.
@ALAmoudiSheika