انتهاك صريح
وأوضحت الصفيري أن العنف يعد انتهاكا واضحا وصريحا لحقوق الإنسان، فهو يمنع المرأة من التمتع بحقوقها كاملة، والعواقب التي تكون نتيجة العنف ضد المرأة تتحملها الأسرة والمجتمع ككل، إذ إن هناك آثارا سلبية اجتماعية واقتصادية تحدث نتيجة تعرضها للعنف، الذي لا يرتبط بعرق أو دين أو طبقة اجتماعية محددة أو ثقافة، وقالت إن منظمة الصحة العالمية تقول إن هناك امرأة بين كل 3 نساء تتعرض للعنف، أي حوالي 736 مليون امرأة حول العالم تتعرض للعنف البدني أو الجنسي من قبل الشريك، مضيفة بقولها: للعنف أنواع متعددة، فهو ليس مقصورا على العنف الجسدي كما هو سائد، فهناك العنف الاقتصادي، والعنف النفسي، كأن تعيش في علاقة لا تشعر بها بالأمان، والعنف العاطفي الذي يتضمن هدم شعور المرأة بقيمتها الذاتية من خلال النقد المستمر والتقليل من قدراتها، بالإضافة إلى العنف الجنسي.
مؤشرات حمراءوأكدت أن هناك مؤشرات حمراء عدة دالة على العنف، يمكن ملاحظتها والتعرف عليها قبل الارتباط الرسمي أو أثناءه، قائلة: هناك مؤشرات خفية قد تكون مؤشرا لدخولنا في علاقة مع معنف، ومن الممكن ملاحظتها قبل الزواج، مثل: سرعة تطور العلاقة، والتوقعات غير الواقعية، وأن يكون لديهم معتقدات قد لا تتناسب مع المرحلة الحالية مثل: «أنت امرأة يجب أن تستمعي لحديثي»، الهدايا والحب المبالغ فيه والاندفاعية والسرعة، وعندما تبدأ المرأة بالانزعاج من الاندفاعية قد يقول لها «أنت غير مقدرة، وأنا أعمل كل هذا من أجلك»، والغيرة والمبالغة في ردات الفعل عند الحديث عن أب مثلا أو أخ أو خال وغير ذلك.
علامات المعنفوأضافت: من علامات المعنف الانتقاد دوما والفوقية، واللوم الدائم، وعدم الترحيب بأصدقاء وأهل الزوجة، ودوما يجعلها تشعر بالذنب عند قضاء وقت معهم، وقد يلاحظ عندها بدء المرأة في عزل نفسها وفقدها العديد من العلاقات والصداقات واعتذارها عن التجمعات العائلية والاجتماعية، ومن المهم كذلك الانتباه لكيف للشريك المتوقع أن يعامل الآخرين، كأن كيف يعامل النادل أو الناس في الطريق، ويجب تكرار هذه العلامات أكثر من مرة لأخذها بعين الاعتبار.
الاستخفاف بالزوجةواستكملت: بعد الزواج قد يكون الشريك ذا غيرة شديدة، ومزاج متقلب، وحب التملك، وعنف مع الأطفال، والإجبار الجنسي، والإحراج والتقليل من الضحية أمام الآخرين، والاستخفاف والاستهزاء بالمرأة، والتحكم بجميع الموارد المالية وصولا إلى التهديد بالسلامة الشخصية أو سلامة الأطفال، والمرأة الواثقة من نفسها ومن يكون لديها بناء معرفي صحيح والتي يكون لديها بناء شخصية صحيح، لا تستمر في علاقة معنفة، فنجدها بسرعة تستطيع وضع حد لذلك، ولكن مع الأسف عادة المرأة التي تكون ضعيفة الشخصية ذات تقدير منخفض للذات من الممكن أن تستمر في هذه العلاقة، خصوصا إذا كان هناك اعتذار ووعود وندم، إذ إن هذا ما يسحب الضحية للعلاقة مرة أخرى وقد تستمر لسنوات.
صورة ذهنيةوعن الأسباب التي تجعل المعنف يصبح ما هو عليه، قالت إن المعنف يشبع إحساسه بالأمان والقوة من خلال سيطرته على الآخرين، ومن خلال وجود ضحية يتحكم فيها ويسيطر عليها بحياته، قائلة: الدراسات تقول إن المعنفين يخرجون من أسر غير مستقرة، ومن الممكن أن يكونوا قد شهدوا في طفولتهم عنفا كثيرا، أو كانوا ضحايا عنف، وعندها لا يمكنهم تطوير صورة ذهنية صحيحة للعلاقة الصحية.
إهمال عاطفيواستطردت بقولها: كذلك الأطفال الذين تعرضوا في طفولتهم إلى الإهمال العاطفي، حصلوا على نوع الارتباط القلق التجنبي، ويعني ذلك أنه لم يكن هناك الحب أو الاهتمام أو التقدير الذي يحتاجون إليه حتى يطوروا مفهوما ذاتيا صحيا، ويبدأوا في البحث عن هذا التقدير من خلال السيطرة والتلاعب وإيذاء الآخرين، وهذا الذي قد يجعل البعض منهم يتطور إلى اضطراب الشخصية النرجسية، كونه لا يشعر بقيمته إلا من خلال ما يفعله من تحكم وإيذاء.
آثار سلبية اجتماعية واقتصادية تتحملها الأسرة والمجتمع
الصحة العالمية: 736 مليون امرأة يتعرضن للعنف من الشريك
مؤشرات العنف يمكن التعرف عليها بسهولة قبل الارتباط الرسمي
الغيرة والمزاج المتقلب وحب التملك أبرز علامات الزوج المعنف