يُعد العمل التطوعي أحد أهم العناوين البارزة والمحاور الرئيسة فيما يخص رؤية المملكة العربية السعودية المستقبلية، حيث إن المملكة على مدار تاريخها واحدة من كبرى الدول التي أعطت العمل التطوعي قدرًا هائلًا من الاهتمام والتشجيع، فالتطوع عبارة عن عمل أو عدة أعمال يقوم بها الفرد بدافع ذاتي لخدمة المجتمع وأفراده، في أحد المجالات التي تهم ذلك المجتمع، إذا قام على أسسه الصحيحة فإن نتائجه ستكون باهرة وسيعكس صورة ترابط ذلك المجتمع، ويعد وسيلة من وسائل النهوض في المجتمعات، وسلوكاً حضارياً ترتقي به الأوطان ورمزاً للتكافل والتكاتف والإيثار والتعاون بين أفراد المجتمع بمختلف مؤسساته، ومن أبرز سمات المواطنة إذا كان المواطن مشاركاً في الأعمال المجتمعية، فكل إسهام يخدم الوطن ويترتب عليه مصالح دينية أو دنيوية كالتصدي للشبهات وتقوية أواصر اللحمة الوطنية.
ويكون للعمل التطوعي قيمة إن كان المتطوع ملتزماً بالعمل ومواعيده وبمعنى آخر مستمتعاً بجمال العمل الذي سوف يقوم به، فمثلاً إذا طلبت المؤسسة أو الهيئة من الشخص أداء عمل ما فيجب أن يلتزم بأداء ذلك العمل، وكذلك إذا كان مطلوبا منه الحضور في ساعة معينة فإنه يجب أن يفعل ولا يتململ بهذا الانضباط، لأن تحديد الهدف والعمل من أجله في تلك الساعات المحددة سيؤدي حتماً إلى النجاح، وكما أنها تجعل الفرد يبدع لأنه هو من يحدد العمل الذي يريد مساعدة مجتمعه فيه ولم يفرض عليه فرضاً كالعمل الرسمي.
رؤية المملكة العربية السعودية 2030 تؤكد على تمكين المسؤولية المجتمعية من خلال رفع مستوى تحمل المواطن للمسؤولية وتوجيه الدعم الحكومي للبرامج التي تحقق أعلى أثر اجتماعي وتعزيز التعاون بين الجهات الحكومية، وبناء ثقافة العمل التطوعي وتشجيعه ورفع نسبة المتطوعين من 11 ألف متطوع فقط، إلى مليون متطوع قبل نهاية عام 2030، باعتباره جانبا مهما من جوانب التطوير والتنمية المستدامة.
ويلعب دوراً كبيراً في مجالات الرعاية الصحية والتعليم والإسكان والخدمات الإنسانية والإغاثية والأبحاث والبرامج الثقافية والاجتماعية، وبذلك يكون ركيزة أساسية في بناء المجتمع، ودوره كبير وهام في التنمية والتطور وبناء مستقبل أفضل، وجذب أفضل المواهب، فالعمل التطوعي خدمة إنسانية يرتبط ارتباطاً وثيقاً بكل معاني الخير والإيثار والتكافل والتكاتف والعمل الصالح، ولابد أن يكون العمل التطوعي موجهاً ومرتبطاً بجهات ومؤسسات رسمية في الدولة، وتزداد الحاجة إليه في الكوارث والحروب والأزمات مثل( جائحة كورونا) التي استثمر فيها أقصى الموارد البشرية المتاحة.
@alzebdah1