يجب أن نفهم أن تقبل الاختلاف ضروري للحياة، فمن خلال الأفكار المختلفة والمتناقضة نخرج بأفكار أكثر اتزانا واتساقا مع واقع الحياة.
إن تبادل أي فكرة يفتح لك إمكانات أوسع بغض النظر عن مدى روعة الفكرة من عدمه، هناك دائمًا مجال للتحسين، عندما تشارك فكرة ما تعرضها لمدخلات خارجية، ويمكن أن يأخذ ذلك الفكرة إلى مستوى جديد تمامًا، فالآراء الخارجية توسع وجهة نظرك، مما يساعدك على تطوير الفكرة أكثر.
تبادل الأفكار هو الخطوة الأولى لجعلها حقيقة واقعة إذا كانت لديك مجموعة من الأفكار الرائعة، ولكنك لا تشارك فكرة واحدة مطلقًا؛ فلن تكون الأفكار ذات قيمة كبيرة لأنها لا يمكن أن تصبح حقيقة، قد تكون الفكرة رائعة، ولكن إن لم تر النور مطلقًا، فلا يمكنها تغيير أي شيء لأنها ليست حقيقية بعد، تفتح مشاركة الأفكار الباب بين عقلك والعالم، وهي الخطوة الأولى لجعلها شيئًا يمكن للآخرين رؤيته والاستفادة منه.
لا أحد يحتكر الأفكار الجيدة، تعدد الآراء يساعد على تطوير الأفكار، لا يوجد شخص واحد أو مجموعة تحمل كل الأفكار، كل شخص وأي مجموعة من الأشخاص لديهم القدرة على تقديم أفكار مختلفة وجيدة في أي وقت.
إن تقبل أفكار الآخرين يساعدهم على النمو، لذا عليك قبول تلك الأفكار مهما رأيت صعوبة في تقبلها، ويتوجب ذلك بشكل خاص للأشخاص في المناصب القيادية، مثل الوالدين، المدرسين، المديرين، وغيرهم.
تقبلك لأفكار الآخرين يمكنهم من رؤية أفكارهم قيد التنفيذ، سواء نجحت هذه الأفكار أو فشلت، حيث يتعلم صاحب الفكرة دروسًا قيمة فيما يتعلق بنموه الشخصي وثقته بنفسه، وهو ما لن يحدث على سبيل المثال للطالب في حال تجاهل المدرس فكرة أو إجابة ما؛ حينها لن تتاح للطالب أبدًا فرصة التعلم والتطوير الأكاديمي والثقة بالنفس وعدم الخجل من إطلاق الفكرة.
فيما يولد وأد الأفكار الكثير من المصاعب النفسية التردد أو التراجع عن المشاركة والتفاعل مع النقاشات المطروحة، والعزلة السلبية، وكثرة الشرود الذهني في كثير من المجالس واللقاءات.
ختاماً: لا تجعل من اختلاف الأفكار أياً كانت مع الآخرين أن يصل بك إلى حدِّ التجريح، والشتيمة، والإخراج من الملَّة، والنَّيْل من الأعراض، والوصف بخوارم المروءة، فلكل حرية التفكير ولك حرية التقبل والاختيار، ودرب نفسك على تقبل الأفكار ومناقشتها، ولست مضطراً لتبنيها.
يقول الشاعر محمد منذر سرميني:
فحاول أن ترى وجه اختلاف لرأيك أنه رأي مريح
ولا تمكث عنيدا دون فهم فكم يبدو سواك هو السموح
فكم رأي لغيرك ملت عنه وكان هو المحق أو النصيح
فلا تحرم نهاك جميل رأي يمد له من التأييد روح
فرأيك ثم رأي من صديق يشكل منهلا عبقا يفوح
ويقوى عندك البرهان لما يوضح ما خفى تلك الشروح
@uthman8899