فأشباه البشر على اختلاف معتقداتهم، إلا أنهم يتشابهون في مستوى محدودية الإدراك الفكري والإيماني بسبب جهلهم بحقيقة ذواتهم وواجباتهم لإعمار الأرض وتحقيق ما أمر به الخالق عز وجل. ومنهم مَن انبهر بالفتن وأطلق لنفسه العنان في التعلق بها حتى كاد يجعلها منهجاً لحياته فيعتاد عليها ويستمر في الركض خلف الجديد منها. وعُبَّاد الرغبة من أشباه البشر، الذين جعلوا من رغباتهم محركات أو دوافع لسلوكيات غير مقبولة وغيروا بعض المفاهيم كالحرية ليبرروا بها أفعالهم الشاذة.
وأشباه البشر -كذلك- منهم مَن تعلم وتثقف ليجتهد في النقد والهجوم على بعض القيم والفضائل، التي تُساعد على تقويم الاعوجاج في النفس إثر انجرافها للرغبات الطائشة. فهؤلاء -عادة- يرون أن اعوجاج النفس طبيعة بشرية ولا يملك لها الإنسان إلا الخضوع والاستجابة. والحمقى منهم يؤمن بفلسفة سطحية متوارثة ومبنية على الاعتقاد بأنهم شعب الله المختار لينبذوا ويكفروا كل مَن اختلف أو خالف أفكارهم وتقاليدهم. حتى دفعتهم الحماقة في تصنيف البشر والحكم عليهم بجنة أو نار. وغيرهم من أشباه البشر وأهل الشر، الذين كرسوا أفعالهم لخدمة رغباتهم الشيطانية، من خلال التلون والنفاق الذي جعلهم يوهمون غيرهم عن طريق مزج الحقائق والأكاذيب لغرض تعطيل العقول وتحريك الرغبات.
وأخيراً، نحن في زمن يكثر فيه أشباه الرجال والنساء، وعلينا أن نضاعف جهودنا التربوية لحماية أطفالنا من المعتقدات والأفكار الدخيلة. ونسخر فضولهم المعرفي في اكتشاف ذواتهم باستخدام أدوات البحث الصحيحة والتمييز بين سلامة المفاهيم وسلوكياتها وبين انحرافها. وأيضاً، إعانتهم على كيفية التصدي للهجمات، التي تستهدف القيم والفضائل، التي تكرم أصحابها في ظل الحروب الأخلاقية والفكرية، التي نتعرض لها جميعاً.
@FofKEDL