وأضاف: ثمة حقائق بخصوص هذه القضية يجب فهمها، أولها أن الحزب الوطني الإسكتلندي يتصدر المسرح، مدعوما بنتائج الانتخابات الأخيرة، كما أن زعيمته نيكولا ستيرغن، هي الشخصية السياسية الأكثر إثارة للإعجاب في إسكتلندا حتى الآن.
وتابع: في الوقت نفسه، يعتبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون نقطة تحول كبيرة بالنسبة للإسكتلنديين، الذين يريد الكثير منهم إجراء استفتاء ثان على الاستقلال بحلول عام 2026.
ولفت إلى أن الحزب الوطني الإسكتلندي كان المهيمن لمدة 14 عاما، في 7 منهم كانت ستيرغن صاحبة السيادة، حيث لم يحظ أي رئيس وزراء محافظ بشعبية لدى الإسكتلنديين مثلها.
وأضاف: وفي الوقت نفسه تسارعت المطالب بإجراء استفتاء ثان منذ التصويت بـ «لا» في 2014، خاصة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأردف متسائلا: هل يعني هذا في الواقع أنه سيكون هناك تصويت آخر على الاستقلال قريبا؟
وأجاب: يقول الكثيرون نعم. إنهم يصورون المطلب على أنه لا يمكن إيقافه سياسيا. ومع ذلك، كل هذا يتوقف على الجانب الذي يحمل البطاقة الأقوى.
ولفت إلى أنه برغم أن بعض استطلاعات الرأي تعطي القوميين دفعة قوية، إلا أن ستيرغن لا تزال بعيدة عن تحقيق ذلك الهدف.
ومضى يقول: بينما تظل استطلاعات الرأي متقلبة، فإن الصورة العامة أصبحت للمفارقة أكثر استقرارا. يبدو أن حملة الاستقلال الفوري معطلة، حيث عززت عودة وباء كورونا من ستيرغن كزعيمة، لكن هذا عزز من تراجع أولوية الاستقلال على جدول الأعمال مرة أخرى.
وأردف: كل هذا يمكن أن يستمر لمدة عام آخر على الأقل. هذا لا يعني أنه لن يكون هناك استفتاء ثان، ناهيك عن أنه لا ينبغي أن يكون هناك استفتاء. لكن هذا يعني، كما قال جاليليو لمحاكم التفتيش، أنه ما زال لا يتحرك.
وتابع: الحقيقة الأساسية هي أن الرأي الإسكتلندي لا يزال منقسما حول الاستقلال، والأكثرية موجودة في المنطقة الوسط. لقد أدرك الإستراتيجيون الأذكياء منذ فترة طويلة أن المواجهة الناتجة تتطلب أحكاما دقيقة. لا يحب القوميون المواجهة بالطبع، بينما يحبها الوحدويون.
وأردف: مع ذلك، يجب على كل منهم أن يدرك جيدا خطورة المبالغة. يعرف القوميون الماهرون أنهم يخاطرون بتنفير مَن هم في المنطقة الوسط، من خلال الهوس بالاستقلال على حساب كل شيء آخر، خاصة خلال الوباء.
وتابع: يعرف الوحدويون أن جونسون الذي يهاجم إسكتلندا بمحاولة إلصاق علم الوحدة على كل شيء مضمون خسارته في التصويت. إذا لم يعرفوا ذلك من قبل، فهم يعرفون ذلك بالتأكيد بعد أن حظي جونسون بـ «عدم رضا» بنسبة 80 % في استطلاع إيبسوس موري أمس، وهو مستوى منخفض قياسي.
ومضى يقول: جادل جوردون براون في وقت سابق من هذا العام بأن الرأي الإسكتلندي لا ينقسم إلى قسمين بل 3. في العديد من القضايا، هناك القوميون والوحدويون المتشددون، لكن هناك في الوسط مجموعة أكبر من أي منهما. هؤلاء الناخبون في الوسط، الأشخاص الذين لا يتم تحديد سياساتهم بالكامل من خلال السؤال الدستوري ولكن من خلال قيم أخرى أيضا، سيشكلون أي نتيجة.
ولفت إلى أنهم في عام 2014 قلبوا الميزان ضد الاستقلال، ويتعين على القوميين تغيير ذلك لكنهم لم ينجحوا بعد، مضيفا: إلى أن يفعلوا ذلك، يظل الاستفتاء الثاني مشروعا لكنه نتيجته غير مؤكدة، ومن شأن هزيمة ثانية أن تهز السياسة الإسكتلندية من أسسها.
وتابع: لا تقلل أبدا من قدرة الحزب الوطني الإسكتلندي وحركة الاستقلال الأوسع على تغيير الرأي خلال الحملة، خاصة في ظل وجود ستيرغن على رأسه. ومع ذلك، فإن القوميين الأكثر تفكيرا يعترفون بالواقع الصعب.