قال الناقد المصري رامي المتولي: المهرجان أثرى الحركة السينمائية في المنطقة رغم تأجيل دورته الأولى بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا، وذلك من خلال دعمه لعدد من الأفلام السينمائية في مراحل تطويرها المختلفة، مثل فيلم «بلوغ» الذي افتتح مسابقة آفاق السينما العربية في الدورة ٤٣ لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وكذلك كانت إحدى مخرجات الفيلم عضو لجنة تحكيم المسابقة فاطمة البنوي، التي شاركت في منافسات نفس المسابقة بفيلم من بطولتها عام ٢٠١٦ عنوانه «بركة يقابل بركة»، الآن ونحن على أعتاب انطلاق دورته الأولى بتوجه داعم للفن في المملكة والسينما تحديدا، يجعل من هذه الانطلاقة مؤشرا للتفاؤل بخروج عدد من الأفلام السينمائية للنور.
وأضاف: كلما انطلق مهرجان سينمائي جديد تزداد الفرص أكثر في دعم الأفلام واكتشاف المواهب، بالإضافة إلى توسيع رقعة المهتمين بالسينما ونشر الثقافة السينمائية في المنطقة، لذلك فإن الموجة السينمائية السعودية الجديدة سيكون لها أثر إيجابي في كل المجالات، سواء في انتشار السينما كفن أو الاهتمام بالأفلام ذات الصبغة الفنية، مع زيادة التفاعل مع الثقافة السعودية عن طريق الأفلام التي تسافر إلى دول أخرى، أو يسافر مواطنوها إلى المملكة لحضور فعاليات المهرجان، وبشكل خاص سيكون لها مردود إنتاجي إيجابي في السنوات المقبلة.
منجز سعودي
وأكد الناقد والباحث السينمائي الأردني ناجح حسن، أهمية المهرجان قائلا: لا شك أن إقامة واستحداث مثل هذا الحدث لا يأتي من فراغ، فهو منجز من منجزات المملكة التي تواكب اهتمامات الشباب السعودي وحاجات المجتمع الإنساني في تنويع الحياة الثقافية بألوان جديدة من الإبداع، ومنها على نحو خاص الحقل السينمائي الذي عكس نماذج من منجزات الشباب السعودي في السنوات الأخيرة، وكانت الأعمال لافتة بما تطرحه من موضوعات وحلول ومعالجات سمعية وبصرية بديعة، وهكذا فإن المهرجان سيثري المشهد العربي الثقافي والحياة السينمائية فيه، وسيعرف بقدرات شابة جديدة ستتبوأ مكانتها اللائقة مثلما سيقدم رسالة للعالم بأن المملكة باتت وجهة لصناعة السينما في العالم.
وتابع: من اللافت في الدورة الحالية للمهرجان هذا الحضور الواسع للأفلام الأردنية، فضلا عن وجود العديد من صناعها، خاصة المخرجين الشباب والمنتجين والعاملين في ميادين الإبداع السينمائي، وهذا يفيدهم في تطوير قدراتهم وتنمية ذائقتهم السينمائية عبر الاحتكاك بنظرائهم من صناع السينما العربية والعالمية، مثلما سيؤكد حضور الشباب الأردني على فتح أكثر من نافذة يطلون منها على المشهد السينمائي العالمي، سواء من ناحية تسويق إبداعاتهم أو إيجاد شركاء لهم في التمويل والإنتاج.
بداية قوية
أما الناقد السينمائي العراقي مهدي عباس فتحدث قائلا: المهرجان بدأ كبيرا في تنظيمه وأفلامه وأقسامه واختياراته، وسيكون خلال فترة قليلة واحدا من أهم المهرجانات في المنطقة، فحين تكون البداية قوية ومنظمة يستمر النجاح إن شاء الله، وأنا أشد على يد كل المسؤولين في المملكة على هذا الدعم، كي يكون للمملكة مهرجان مهم وقوي ينافس المهرجانات الدولية.
وعن رأيه في مستوى الأفلام السعودية، قال: السينما السعودية تشهد تطورا كبيرا ودعما رائعا، وبدأ الفيلم السعودي ينتشر تجاريا في دور السينما الخليجية وربما العربية أيضا، كما أن الأفلام السعودية الأخيرة تنافس في المهرجانات الدولية، وأصبحت أفلام مثل: «حد الطار» و«سيدة البحر» و«بلوغ» وغيرها، معروفة لدى نقاد عرب وأجانب، وقد أصدرت ملحقا للسينما السعودية فيه كل الإنتاج السعودي في كتابي «السينما العراقية» عام ٢٠٢٠، لكن المشاركة العراقية لا تتناسب مع أهمية السينما العراقية، ومع حجم مهرجان البحر الأحمر الكبير كنا نتمنى أن تكون المشاركة أكبر وبأفلام أكثر، وإن شاء الله يحدث ذلك مستقبلا.
حالة فريدة
ووصفت الناقدة السينمائية التونسية صفاء غرسلي، المهرجان بأنه حالة فنية فريدة، قائلة: مهرجان البحر الأحمر السينمائي حالة فنية فريدة من نوعها قبل أن يكون محفلا دوليا عربيا بامتياز، أو مهرجانا عالميا ومحليا معاصرا نفتخر به في وطننا العربي، كما أنه داعم جدا للحراك الثقافي وللصورة المشهدية والسينمائية تحديدا في منطقة الخليج العربي، وستكون المشاركة التونسية ضمن قسم «روائع عربية» الذي يكمل بقية الأقسام ككنوز السينما والسينما السعودية الجديدة، وسيكون فيلم ظافر العابدين أول تجربة إخراجية له تم تصويرها منذ 8 أشهر يحضر فيها ظافر كسيناريست ويتقلد أيضا دور البطولة في دور الأب «حبيب»، ويشارك أيضا في إنتاج الفيلم الذي سموه «غدوة» في إشارة باللهجة التونسية إلى الغد، وهو تجربة من العيار الثقيل عبَّر عنها ظافر بـ «الحلمة»، وهو فيلم اجتماعي يعالج قضايا اجتماعية مهمة.
لغة الشعوب
وتحدث المنتج السينمائي الكويتي د. يوسف العميري قائلا: احتضان المملكة للمهرجان حدث مهم في حد ذاته، خاصه أنه مهرجان عالمي عربي، ونحن نعلم أن السينما هي لغة تخاطب الشعوب، والفيلم السعودي أصبح في فترة وجيزة في مكانة عربية وعالمية عالية، وهناك اجتهاد كبير من الشباب السعودي في مجال السينما بكل أنواعها، ما يعني أن هناك نهضة جيدة بالنسبة للشباب السعودي.
حاضن للمواهب
وأبدت المخرجة السعودية مها الساعاتي سعادتها بالمهرجان قائلة: أصبح مهرجان البحر الأحمر هو المهرجان الدولي الأبرز في المنطقة، والجميع يتطلع إليه كونه يجذب مخرجين وأعمالا عالمية، وهذا في صالح صناعة الأفلام السينمائية المحلية، فستكون المنافسة على الأفلام السعودية أشد طبعا، والمهرجان يثري الأفلام السعودية؛ لأنه حاضن للمواهب ومكرس لصناعة الأفلام ويسلط الضوء عليها.
الموجة السينمائية السعودية الجديدة ستؤثر إيجابيا في كل المجالات
يقدم رسالة بأن المملكة أصبحت وجهة لصناعة السينما في العالم
البداية القوية تؤكد أنه سيكون واحدا من أهم مهرجانات المنطقة