لماذا الرجل عندما يساعد زوجته بالبيت يرى نفسه أنه متفضل عليها بينما هذا في الأصل من واجبه، وأنه يطلب منها أن تشكره على جهده الذي عمله بالبيت بينما هي تخدمه ليل نهار لا يشكرها ولا يرى أنها تقدم شيئا له، لماذا لا نعلم الرجال أن مساعدة الزوجة في البيت قربة إلى الله وينال الزوج الأجر والثواب عليها، ألم يقل ربنا (وجعل بينكم مودة ورحمة)، أليس من المودة والرحمة تعاون الزوجين مع بعضهما البعض، ألم يكون رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يغسل ثوبه ويخيطه ويخصف نعله ويخدم نفسه وأهله ويعمل في بيته؟
ومن الأمثلة كذلك أننا ربطنا الرجولة بالمال، فلماذا عندما يكون الرجل وزوجته في مطعم والرجل لا يملك مالا تقوم الزوجة بإعطائه المال خفية كي يقوم هو بدفعه وحتى يظهر هو أنه صاحب العزيمة؟ فهل دفع المرأة للمال جريمة أو خطأ؟ أم أنها ثقافة خاطئة في المجتمع؟ فهل استحى عبدالله بن مسعود رضي الله عنه حين قامت زوجته زينب ومعها زينب الأنصارية أيضا بسؤال النبي عن صدقة مالهما على أزواجهما فقال عليه الصلاة والسلام: لهما أجران: أجر القرابة وأجر الصدقة؟
فليس عيبا ولا عارا ولا منقصة أن تعلن أمام الناس أن زوجتك هي التي عزمتك وهي التي دفعت من مالها للمشاركة معك في المشروع التجاري أو بناء المنزل العائلي، وتشكرها على ذلك أيضا، إن طريقة تفكيرنا تحتاج إلى تغيير، وكذلك طريقة تربيتنا في النظر للمرأة والرجل تحتاج إلى تغيير.
أما في العلاقة بين الإخوان والأخوات فما الذي يحدث لو علمنا الصبيان أن شقيقاتهم لسن خدما لهم، ولسن ملزمات بترتيب أسرتهم وطي ثيابهم وصنع طعام لهم وجلب كوب الشاي وفنجان القهوة كلما رغبوا بذلك؟ فقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (النساء شقائق الرجال) ومعنى كلمة شقائق أي مثيلات الرجال، فلا فرق بينهم إلا ما فرق به الله عز وجل بينهم من أحكام في كتابه تنسجم مع التكليف ومع الفطرة..
فكيف لو أن الشقائق كن شقيقات؟ فالعلاقة بين الأشقاء والشقيقات يجب أن تكون علاقة رحمة وحب وود واحترام وتعاون وتبادل وعطاء، يقوم الأخ بتلبية طلبات أخته بكل محبة، وتقوم الأخت بتلبية طلبات أخيها بكل محبة تكرمه ويكرمها.
فهذه بعض الأمثلة التي يميز بها المجتمع الرجل عن المرأة بغير وجه حق، فالدين أنصف الرجل والمرأة ويبقى الأفضل هو (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) كما قال تعالى..
@drjasem