ويعني ذلك أنه يتم استخدام (البيتكوين) في الأساس كاستثمار يشبه الذهب والمعادن الثمينة الأخرى، أكثر من كونه عملة تقليدية. شأنها شأن السلع، تتجاوز العملة التأثير المباشر لاقتصاد بعينه، ولا تتأثر بالتغيرات في السياسة النقدية على نحو كبير.
وكانت البلاد قبل دخول المؤسس الملك عبدالعزبز -يرحمه الله- تفتقر إلى العملة المؤمنة، ولم يكن سهلا على أرباب التجارة قبول عملات لا يعرفون قيمتها الحقيقية، فكانوا يتعاملون بعملات أجنبية لعل أهم تلك العملات على الإطلاق التالر النمساوي، أو ما يعرف بـ (الريال الفرنسي)، وهو الاسم الذي أصبح مجازاً رسمياً لهذا النقد في معظم أقاليم الجزيرة العربية، بل وبعض الأقطار العربية. أما بالنسبة لهذا النقد، فهو عبارة عن قطعة نقدية فضية كبيرة الحجم يبلغ وزنها أوقية واحدة، ولدقة وزنه أصبح فيما بعد وحتى الآن وحدة وزن في الأسواق الشعبية. وقد بلغ هذا النقد شهرة كبيرة، وتعلق به الناس، ووثقوا به كنقد رئيس في معاملاتهم التجارية، خاصة سكان الجزيرة العربية، التي كان بعض أقاليمها يخضع لسيطرة الدولة العثمانية. بل إنهم كانوا يرفضون التعامل بغيره، حتى النقود العثمانية نفسها، الأمر الذي اضطر بعض ولاة الدولة العثمانية على تلك الأقاليم إلى الطلب من الآستانة توفير كميات كبيرة من الريال الفرنسي تفي بمتطلبات ولاياتهم وتقودني مرحلة استعمال النقود الفضية في بلادنا إلى قصص ونوادر. كان نقل رواتب (معاشات) الموظفين في المناطق النائية يلاقي صعوبة نقل ومناولة الكميات الكبيرة من النقود الفضية، لثقلها وصعوبة
الطرق، فكانت تتأخر في كثير من الأحيان، ويضطر الأمير إلى تدارك الأمر مع موظفيه و(الخويا) بإعطائهم طعاما كاللحم والهيل والقهوة والسمن (بدلا من العملة). وذات مرة هرب تيس من قبضة أحد الموظفين في السوق، وكان يركض وراء التيس صائحا: امسكوا المعاش.
@A_Althukair